علمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان المفاوضات الجارية في شأن تصدير مصر للغاز الطبيعي الى الاردن تواجه عقبتين: الاولى تتعلق بتحديد الاسعار، والثانية بطلب الطرف الاردني حرية اعادة تصدير الغاز. وتتمثل العقبة الاولى بمطالبة الاردن بشراء الغاز المصري بأسعار تقل عن اسعار السوق، في الوقت الذي تتمسك وزارة البترول المصرية بتصديره بالاسعار الاقتصادية. اما العقبة الثانية فهي اقتراح وزارة الطاقة الاردنية الحصول على الغاز بكميات محددة ومطالبتها بأن تكون لها حرية التصرف في الكميات التي تستوردها، اضافة الى حق بيع الغاز الذي ستحصل عليه من مصر إلى أي دولة مجاورة، والمقصود هنا اسرائيل. كما ترفض مصر ان يكون من حق الاردن تصدير الطاقة الكهربائية المولدة من محطة تعتمد على الغاز المصري إلى أي دولة مجاورة. وقالت المصادر ان وزارة البترول المصرية تدرس المقترحات الاردنية في الوقت الذي تسعى فيه وزارة الطاقة الاردنية الى الوصول الى حل لهاتين المشكلتين خصوصاً وان المفاوضات بين الجانبين أوشكت على الانتهاء. وقال مصدر رسمي لپ"الحياة": "إذا رغبت مصر تصدير الغاز الى اسرائيل ستصدره مباشرة من دون وسيط". معلوم أن المفاوضات بين مصر والاردن جارية في شأن تصدير 150 مليون قدم مكعب من الغاز الى الاردن يومياً وتصل الى 300 مليون في فترة لاحقة. ويسعى الاردن حالياً، بموجب اتفاق بين شركة "اموكو" الاميركية وشركات محلية، الى تأسيس شركة تتولى شراء الغاز من الهيئة المصرية للبترول وبيعه الى شركات الكهرباء في الاردن. من جهة ثانية لا تزال وزارة البترول المصرية تدرس بدائل عدة لتصدير الغاز، اضافة الى المفاوضات مع الاردن، من بينها تصدير الغاز المسيل الى تركيا بطاقة 10 بلايين متر مكعب سنوياً. ويشمل المشروع المقترح اقامة محطة تسييل غاز في منطقة غرب بورسعيد بمشاركة اميركية - ايطالية مع هيئة البترول المصرية. كما تجري مصر مفاوضات مع ليبيا لمد انبوب غاز بين البلدين لنقل نحو 350 مليون قدم مكعب يومياً، مع احتمال توصيل الانبوب الى مشروع غاز غرب ليبيا يتم من خلاله نقل ثمانية بلايين متر مكعب من الغاز الليبي الى ايطاليا سنوياً. وقال وزير البترول المصري حمدي البنبي إنه سيتم اختيار الافضل اقتصادياً بالنسبة لمصر والاكثر جدية، مشيراً إلى أن اسرائيل غير مستعدة حالياً للحصول على الغاز وانها لم تنفذ شبكة قومية للغاز ولم تتخذ قراراً في شأن استخدام الغاز كبديل استراتيجي للمازوت والفحم في محطات توليد الكهرباء. وأضاف انه سبق اجراء مفاوضات مع اسرائيل لكنها لم تكن جادة فضلاً عن الصعوبات السياسية القائمة بين اسرائيل وجيرانها العرب منذ منتصف عام 1996.