نفى وزير النفط المصري الدكتور حمدي البنبي وجود اي مفاوضات بين اسرائيل وهيئتي البترول والكهرباء في مصر في شأن شراء الغاز، وذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي ارئيل شارون امس عن بدء محادثات لاستيراد الغاز الطبيعي من مصر. واضاف البنبي في تصريح ل "الحياة"، ان شركات البترول العالمية العاملة في مصر خصوصا "اموكو" الاميركية و"اجيب" الايطالية، تسعى منذ سنوات لضمان الحصول على أسواق مستقبلية لتصدير حصتها من الغاز بعد تلبية حاجات السوق المحلية. واوضح ان تلك الشركات حاولت الاتصال بحكومات الدول المجاورة ومنها السلطة الفلسطينية والاردن وتركيا ولبنان واسرائيل للبحث في تصدير الغاز اليها، مشيرا الى ان مساعي الشركات لاقت من هذه الجهات ردوداً ايجابية باستثناء اسرائيل، اذ ان شارون منع هيئة الكهرباء الاسرائيلية المعنية بالتفاوض من الاتصال بالشركات المذكورة. وقال البنبي: "ان الجديد في الامر هو موافقة شارون الذي كان يشغل منصب وزير البنى التحتية، على تعاون الهيئة مع الشركات في هذا الشأن، ومن ثم اصبحت اسواق الدول المجاورة بما فيها اسرائيل، مفتوحة امام الشركات الاجنبية التي ترغب في تصدير حصتها من الغاز، وتقدمت شركتا اموكو واجيب بعروض مماثلة الى كل من تركيا والاردن ولبنان وفلسطين لاختيار افضل الاسواق". يذكر ان انتاج مصر من الغاز يستهلك حاليا بالكامل في السوق المحلية، ووقعت هيئة البترول اتفاقات عدة مع الشركات الاجنبية لشراء حصتها من الغاز لسنوات مقبلة لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الغاز لمواكبة المشاريع العملاقة التي تنفذها الدولة. وكانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت أمس أ ف ب، رويترز ان اسرائيل تستعد لبدء مفاوضات مع مصر في شأن شراء كميات من الغاز الطبيعي بعد ان وافقت القاهرة على بدء مفاوضات من هذا النوع. وقال ناطق باسم وزارة البنى التحتية ان شارون طلب من الشركة الوطنية للكهرباء ان "تبدأ فوراً" مفاوضات مع مصر. وكان شارون طالب بموافقة رسمية من السلطات المصرية. وأوضح الناطق ان شارون تلقى أخيراً رسالة من رئيس الهيئة العامة المصرية للبترول عبدالخالق عياد الذي عبر عن اهتمام مصر بهذه الصفقة. وأوضحت وزارة البنى التحتية الاسرائيلية اول من أمس في بيان ان شارون اتخذ قرار بدء مفاوضات مع مصر لشراء الغاز بعد أن اقترحت الهيئة المصرية العامة للبترول في رسالتها بدء مفاوضات تجارية. ونقلت وزارة البنى التحتية عن الرسالة المصرية قولها ان المحادثات ستجرى بين الهيئة المصرية و"شركة كهرباء اسرائيل" المملوكة للحكومة وشركة "اموكو" التي تطور حقولاً للغاز الطبيعي في مصر. وقال يعقوب كاتز المدير العام لوزارة البنى التحتية ل "رويترز" امس "الرسالة تقول انه يجب على الشركات العاملة في مصر وعلى الهيئة المصرية العامة للبترول ان تجد أسواقاً، وان بامكانها البيع لأي طرف من دون قيود. اضافة الى ذلك فستقدم الهيئة المصرية العامة للبترول دعمها لأي اتفاق". وافادت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية الواسعة الانتشار ان شارون لم يكن يريد في البدء ان تعتمد اسرائيل على مصر للتزود بالغاز باعتبار ان هذا البلد يبقى معاديا لاسرائيل بعد عشرين عاما من "السلام البارد" ويمكن ان تغلق انابيب الغاز في حال وقوع ازمة. وتعتزم اسرائيل التي تأمل في التوجه الى اعتماد الغاز الطبيعي قبل العام 2001 ان تستورد في المرحلة الاولى 4 بلايين متر مكعب خلال ثلاث سنوات. وسيستخدم الغاز في تغذية ثلاث محطات كهربائية في حيفا وتل ابيب واشدود جنوب اسرائيل. وكانت اسرائيل توجهت الى روسيا ومنتجين اخرين لكن مشروع استيراد الغاز الروسي عبر تركيا ومن ثم عبر انبوب تحت البحر في المتوسط جمد بسبب ارتفاع التكاليف. وللتزود بالغاز المسال تراوحت الخيارات بين نيجيريا والنروج واليونان وشركة "آسيا باسيفيك" الكندية.