موسكو، كييف، واشنطن، روما - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وعدت اوكرانيا وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت بالامتناع عن التعاون مع ايران في هذا المجال، في ما يعد مجلس الشيوخ للتصويت على مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على الدول التي تساعد طهران في امتلاك صواريخ بالستية أو تطويرها. وقال ل "الحياة" الناطق الرسمي باسم وزارة الطاقة النووية الروسية غيورغي كاوروف ان موسكو بحثت مع طهران في امكان تزويدها مفاعلات أخرى من طراز "بي. بي. ب. 640". وكانت اوكرانيا وقعت عقداً مع الروس لبناء محرك توربين طاقته مليون كيلوواط لمحطة بوشهر، لكنها تراجعت عنه وأبرمت صفقة لتصدير معدات مماثلة الى محطة باونداري في الولاياتالمتحدة. وأكد كاوروف ل "الحياة" ان "الاوكرانيين هم الخاسرون" واضاف ان لدى روسيا قدرات صناعية كافية للتعويض عن المحرك الاوكراني. وتزامن قرار كييف مع انتهاء محادثات أجراها في طهران نائب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بولفاك. وتابع كاوروف ان التعاون الروسي - الايراني سيستمر لانجاز المفاعل الأول لمحطة بوشهر. وتابع انه بعد انتهاء العمل سيستكمل بناء المفاعل الثاني الذي كان الألمان بدأوا تشييده ابان عهد الشاه ثم تخلوا عنه. وذكر ان أي عقود أو اتفاقات أخرى لم توقع، لكن "تداولاً" جرى في شأن مشروع بحث قبل انهيار الاتحاد السوفياتي لتزويد ايران مفاعلين آخرين لمحطة خارج بوشهر وشدد على أن الموضوع "مطروح للنقاش" ولم يبت بعد. الى ذلك، قال وزير الخارجية الاوكراني هينادي اودوفينكو في مؤتمر صحافي عقده في كييف أمس مع اولبرايت ان "اوكرانيا اتخذت قراراً بالاحجام عن التعاون في المجال النووي مع ايران، بما في ذلك تزويدها توربينات لمحطة بوشهر". وزاد: "هذا ليس قراراً سهلاً لأننا نخسر الكثير. تعرضنا لضرر مالي، لكننا اتخذنا القرار". وخلال زيارة اولبرايت لكييف أمس وقعت الولاياتالمتحدةواوكرانيا بالأحرف الأولى اتفاقاً للتعاون في مجال الطاقة النووية. وكانت واشنطن هددت الشهر الماضي بوقف صادرات التكنولوجيا النووية الأميركية لأوكرانيا. واعتبر الرئيس الاوكراني ليونيد كوتشما ان الوزير اودوفينكو "يبالغ" في تقديراته وأن العقد الخاص ببيع ايران التوربينات لم تتجاوز قيمته 45 مليون دولار. وأضاف ان هذه الخسارة ستعوض بسهولة بفضل تنمية التعاون في الفضاء مع الولاياتالمتحدة، الذي وعدت به واشنطن إثر موافقة كييف على نظام مراقبة تصدير الصواريخ. وتابع ان قرار الغاء العقد يتفق "مع مصلحة اوكرانيا". ورداً على سؤال عن تأثير القرار على العلاقات مع روسيا، اعتبر كوتشما ان لدى روسيا القدرة على صنع التوربينات، فيما رأت اولبرايت ان قرار اوكرانيا "سيعزز مكانها في التحالف الدولي لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل". وقبيل وصول اولبرايت الى روما بعد ظهر أمس، حيث ناقشت قضايا عدة بينها العراقوايران، أوضحت الحكومة الايطالية ان جهودها الديبلوماسية الأخيرة باتجاه البلدين ستكون ضمن المحادثات. وستلتقي اولبرايت البابا يوحنا بولس الثاني وتعرض معه الحظر الأميركي المفروض على كوبا منذ نحو أربعين سنة. الصواريخ البالستية في واشنطن صرح ترنت لوت زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ الأميركي بأنه سيحدد بحلول 3 نيسان ابريل موعداً للتصويت على مشروع قانون بفرض عقوبات على الجهات الأجنبية التي تساعد ايران في امتلاك صواريخ ذاتية الدفع أو تطويرها. وذكر ان التشريع اجاده مجلس النواب، وأن مشروع القانون يؤيده ثمانون من أعضاء مجلس الشيوخ.وجاء في بيان أصدره لوت في وقت متقدم ليل الخميس - الجمعة: "بغياب تقدم ملموس يمكن التحقق منه في وقف تعاون الجهات الروسية مع جهود ايران لاكتساب تقنية الصواريخ البعيدة المدى، سيدرس مجلس الشيوخ قانون عقوبات قبل عطلة عيد الفصح" التي تبدأ في 4 نيسان. وبموجب المشروع يشمل تعبير "شخص أجنبي" أي فرد أو شركة أو اتحاد مؤسسات أو جمعية أو جماعة أو حكومة. ويعطي المشروع الرئيس الأميركي سلطة منع تصدير الولاياتالمتحدة سلعاً معينة وتكنولوجيا الى الذين يعتبر أنهم ساعدوا ايران في تطوير صواريخ بالستية بعد 8 آب اغسطس 1995. وكانت وزارة الخارجية الاميركية أكدت ليل الخميس ان اولبرايت ستتخذ "قريباً" قراراً في شأن فرض عقوبات على مجموعة "توتال" النفطية الفرنسية لتوقيعها عقداً مع ايران لاستثمار حقل غاز.وأوضح الناطق باسم الوزارة جيمس فولي ان اولبرايت ستحدد هل ينطبق على العقد قانون "داماتو" الاميركي الذي يفرض عقوبات على الشركات التي تستثمر في النفط والغاز في ايران وليبيا. وأضاف فولي أن اولبرايت قد تتخذ قراراً في شأن احتمال فرض عقوبات فورية على الشركات الثلاث التي وقعت العقد مع ايران، وهي "توتال" و"غازبروم" الروسية و"بتروناس" الماليزية، اذا اعتبرت ان العقد يدخل في اطار القانون.