أكد وزير الداخلية الفرنسي بيار شوفينمان حرص بلاده على التزام الحل السلمي في التعاطي مع الازمة العراقية. وقال في مؤتمر صحافي عقده امس في الرباط مع نظيره المغربي ادريس البصري ان وجهات نظر البلدين متطابقة ازاء قضايا عديدة و"نحن مقتنعون بأن الحل السلمي لأزمة الخليج هو الحل الوحيد. يجب رفع الحصار عن العراق واستقطاب كل الوسائل الممكنة لتحقيق ذلك". وأضاف ان مبعوث الرئيس جاك شيراك، برتران دوفورك حمل رسالة بهذا المعنى الى الرئيس صدام حسين، مشيراً الى ان "العراق بلد مهم وأساسي في المنطقة، لكن شعبه يعاني كثيراً". وكان العاهل المغربي الملك الحسن الثاني استقبل امس وزير الداخلية الفرنسي في ختام زيارته للمغرب، وذكرت المصادر ان المحادثات ركزت على الاوضاع في شمال افريقيا ومستقبل السلام في الشرق الأوسط، والتحركات الفرنسية لاحتواء أزمة الخليج. وتناولت ايضاً العلاقات الثنائية، بخاصة دور فرنسا في اقامة علاقات متوازنة في المنطقة يحظى ضمنها المغرب باهتمام أوسع في اطار التنمية وتقديم مساعدات للنهوض بالمحافظات الشمالية للبلاد، ضمن خطة يساندها الاتحاد الأوروبي لمواجهة تجارة المخدرات. واجتمع الوزير الفرنسي صباح امس مع رئيس الوزراء المغربي المعيَّن السيد عبدالرحمن اليوسفي، وقال ان المحادثات تناولت قضايا مشتركة، ضمنها ملف الهجرة والوضع في المنطقة واسلوب تشكيلة الحكومة. وأضاف: "انه بمثابة ساحر قد يخرج ارنباً من قبعته في آخر لحظة" في اشارة الى تشكيل الحكومة المغربية المرتقبة. وكان المسؤول الفرنسي أشاد بهذه الخطوة، ورأى انها "تطور مستمر تشهده دولة الحق والقانون التي تترسخ في المغرب"، معرباً عن الأمل بأن تشهد العلاقات بين البلدين مزيداً من التطور. وكان شوفينمان اكد ان التعاون بين بلاده والمغرب مسألة اساسية "ولنا مصالح مشتركة كبيرة في كل الميادين وعلاقاتنا متينة، لكنني ارغب في ان اساهم في تطويرها". وسئل عن وضع الجالية المغربية المهاجرة فيما تقرر فرنسا قوانين صارمة في شأن الهجرة، فأجاب ان المساعي مستمرة لاحصاء المهاجرين وتحديد عدد الذين يملكون وثائق اقامة. وأكد التزام بلاده تسهيل الحصول على التأشيرة وفق القوانين السارية. وتندرج زيارة الوزير الفرنسي الأولى من نوعها الى بلد في شمال افريقيا في سياق مشاورات تجريها البلدان الاوروبية مع دول هذه المنطقة للاعداد لمؤتمر يركز على بحث قضايا الارهاب والهجرة غير المشروعة، ومحاربة المخدرات والجريمة المنظمة وذلك في غضون الشهرين المقبلين.