شكوت الى "الحياة" ظلامة حلّت بضريح جدي عبدالرحمن الكواكبي بايدي لصوص المقابر في القاهرة، فاستجابت لشكواي إذ نشرتها في حينها. وما كاد الأديب خليل رامز سركيس يطلع عليها حتى ثارت ثائرته فاستجاب لندائي على صفحات "الحياة"، وأعقبه بالتوالي السادة الأدباء: كميل أبو صوان وريتشارد الخوري وجوزف زعرور وهنري عويس وجرجورة حردان وسواهم من عيون الأدباء والمثقفين من مختلف البلاد في العالم، والشاعر الكبير أدونيس، والأديب نوري الجراح في مجلة "المشاهد"، والفنان التشكيلي الحلبي يوسف عقيل الذي جاءنا بصورة الضريح المخرّب الذي شاهده مع بعثة السينما السورية في زيارتها للقاهرة لتستكمل تصوير مشاهد فيلم تحضّره عن الكواكبي فعادت عنه محبطة ولم تشأ إعلان هذه الإساءة حرصاً على سمعة العرب. ولكنني خالفت رأي البعثة السينمائية، وصرخت وثرت، وعلا صوتي بفضل جريدة "الحياة" فقامت ثورة أديب من هنا وشاعر من هناك وفنان من بلد الكواكبي، تلبي ندائي على صفحات "الحياة"، فهل هي صرخات في وادٍ تذهب مع الريح...؟ فإلى جريدة "الحياة" وإلى مجلة "المشاهد" اللندنية، وإلى اولئك النخبة من مثقفي العرب، أقدّم اخلص شكري وعرفاني بالجميل باسم أسرة الكواكبي، راجياً ان تلقى صرخاتهم استجابة من مسؤول عربي في حكومات العرب او من مؤسسة عربية تهتم وتعتز برجال العروبة، فتعمد الى ترميم ضريح الكواكبي او نقل رفاته الى مسجده الذي اشاده له الراحل جمال عبدالناصر في القاهرة او الى مسجد اسرته في حلب، مما ليست لأسرته المقدرة عليه لأسباب محزنة. فهل في العرب من مستجيب؟