أكد المفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب رفض الأقباط المصريين ما جاء في الاعلان الذي نشره "الاتحاد القبطي العالمي" على صفحة كاملة في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أول من أمس، وأشار الى اضطهاد للاقباط في مصر. واعتبر حبيب ان مناقشة الكونغرس الأميركي موضوع "اضطهاد الأقباط" في الشرق الأوسط "دليل على ان السياسات الأميركية صارت تعتمد على الهيمنة التامة وفرض معاييرها على الدول". وكانت "الحياة" كشفت أخيراً نبأ اجتماع عقدته ديبلوماسية في السفارة الأميركية في القاهرة مع حبيب، وجهت اليه خلاله اسئلة عن أوضاع الأقباط في مصر. ووصف حبيب اعضاء "الجمعيات القبطية" التي تمارس نشاطاً في المهجر بأنها "فئة تمارس تطرفاً سياسياً"، مشيراً الى ان الخطاب الاعلامي لهؤلاء "تجاوز العمل السياسي الداخلي الى دعوات شبه انفصالية تستدعي أطرافاً خارجية لمساندتها". وأوضح ان هذه الجمعيات "فصلت بين أبناء الشعب المصري الواحد". وقال: "هذا التفكير هو الذي قادهم الى استدعاء أطراف خارجية على أساس ان المسلمين في مصر طرف آخر، وكأن هناك خلافاً بين كيانين منفصلين او شعبين مختلفين". وتابع ان القبطي المصري "يعتبر الأقباط والمسلمين في مصر شعباً واحداً، لذلك يرفض التدخل الأجنبي تحت أي زعم، ويعرف انه لا يجوز لفئة من الشعب ان تستدعي طرفاً ضد الشعب لأنها بذلك تكون تستدعيه ضد نفسها". ولفت حبيب الى ان نشاط الجمعيات القبطية في الخارج "يعكس المناخ في الغرب وسهولة انشاء مثل تلك الجمعيات". واستدرك انها "لا تمارس نشاطاً واسعاً، ويتكون كل منها من عدد قليل من الأفراد، تأثروا بعوامل الهجرة، ولقيت تصريحاتهم استحساناً من جهات في الخارج حاولت استغلالها للضغط على مصر". وشدد على ان هناك أطرافاً "تثير وتضخم ما يطرحه بعض أقباط المهجر من آراء، بهدف تقسيم المنطقة بحسب الدين والعرق، لضرب وحدة الأمة العربية". واستنكر مناقشة الكونغرس موضوع الأقباط في المنطقة ومصر. وقال: "أميركا صارت ترى ان من حقها ان تفرض على العالم معاييرها، فتتدخل في الشؤون الداخلية للدول، للضغط عليها وفرض الوصاية على قرارها السياسي"، مشيراً الى "سطوة الائتلاف المسيحي الذي صار له ثقل كبير داخل الحزب الجمهوري وبين أعضاء الكونغرس" في الولاياتالمتحدة. وجاء موقف حبيب في اطار استياء الأقباط المصريين من الحملة في الغرب والولاياتالمتحدة خصوصاً في شأن أوضاع الأقباط في مصر. وكانت صحيفة "وطني" القبطية هاجمت الأحد الماضي نشاط لجان في الخارج تحدثت عن أوضاع الأقباط في مصر، وأسفت لاستقبال الحكومة المصرية ممثلين عن تلك اللجان، في اشارة الى استقبال وفد يمثل كنائس نيويورك زار القاهرة أخيراً. وأكد النائب القبطي الدكتور ادوارد الذهني في وقت سابق رفض الأقباط المصريين أي شكل من أشكال التدخل الأجنبي، وحمل بشدة على ما يثار في الغرب عن تعرضهم لاضطهاد.