صفحتان عن لبنان في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية في عددها اول من امس، بقلم ديفيد ويكرز الذي جلس الى طاولة في حديقة يدخّن "الأركيلة" ويلعب الورق مع لبنانيين يعتمرون "البرنيطة" والكوفية والعقال، ثم كتب تحقيقاً عن بيروت والشاطئ الشمالي والجبل والجنوب ويوميات رحّالة في عرض مميز لدليل السائح في لبنان. واستشهد الكاتب بقول اميركي من أصل لبناني زار لبنان بعد رفع الحظر عن سفر الاميركيين الى بيروت في ايلول سبتمبر الماضي، حيث سأل الاميركي وهو يجلس في أحد فنادق العاصمة ويتناول ترويقة من البيض: "لماذا لم تأت عائلتي من أكابولكو او سانت موريتز أو سردينيا. لست أدري. ولكن بالتأكيد ان بيروت مدينة مثيرة للعواطف". ويشير الكاتب البريطاني كيف خرج لبنان من قلب العدم في محاولة بناء وتجديد لتعود المدينة في واجهتها البحرية مدينة "كان" الشرق الاوسط، في نزهة فاتنة في بيروت المكسورة والرثّة حيث لم تعد المدينة مسرحاً للسيارات المفخخة وخطف الأجانب بل يتجول فيها الناس ويركضون في عدوٍ وئيد وهم يتحدثون بالهواتف النقّالة الى جانب بائعي الكعك والآيس كريم على الكورنيش. وقيادة السيارات في رأي الكاتب فوضى وخطر. واذا طلبت سيارة أجرة الى الفندق ستحصل على سيارة ليموزين مع تكاليف باهظة. ويشير الى ان قضاء ليلة في فندق فخم في بيروت تكلّف صاحبها 150 جنيهاً استرلينياً. وجال الكاتب في بيروت حيث تُبنى الفنادق الجديدة ومنها نيوماريوت وهيلتون اضافة الى اعادة ترميم فنادق قديمة مثل "سان جورج" و"هوليداي إن". ثم يزور قلعة جبيل "أقدم مدينة في العالم عمرها 6 آلاف سنة وشاهدة على 17 حضارة لا تزال آثارها فيها، ومهد الابجدية الأولى على قبر احيرام في القرن الثالث عشر قبل الميلاد". ثم ينتقل الى طرابلس وسوقها القديم ومساجدها وخاناتها، ويمكنك استئجار النرجيلة بنصف جنيه استرليني. وزار وادي البقاع وبعلبك وآثارها الرومانية العظيمة ووادي قاديشا المقدس. وفي لمحة خاطفة عن رحلة مختصرة مفيدة الى لبنان يذكر الكاتب انه في اليوم الاول تطير الى بيروت وتقضي الليل في جونيه. وفي بيروت تزور المتحف الوطني ثم تنتقل الى بيبلوس في اليوم التالي وبعدها الى طرابلس حيث السوق القديم، وفي اليوم الرابع تصعد الى الجبل وتزور بشرّي والأرز وفي اليوم الخامس تزور بعلبك ومعابدها الرومانية ثم تعود الى بيروت، وفي اليوم السادس تزور صيدا وصور حيث يزدهر التاريخ ثم الشوف، وتعود الى جونيه وتسبح فيها وفي اليوم السابع تزور مغارة جعيتا ورحلة بالمركب وفي اليوم الثامن تعود الى وطنك والرحلة محفورة في الذاكرة. ويشير الكاتب البريطاني في "صنداي تايمز" الى ان شواطئ بيروت غير نظيفة. وعن الأمن في لبنان يقول ان الخارجية البريطانية تقول ان لبنان "هادئ بصورة عامة" وان هذا يمكن ان يتغيّر وعلى الزوّار البقاء على علم دائم بالتطورات، خصوصاً في المناطق الجنوبية من لبنان.