عقد الرئيس حسني مبارك امس جلسة محادثات مع امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي وصل امس في زيارة رسمية تستغرق يومين، تناولت المستجدات العربية والقضايا الاقليمية علاوة على تطوير العلاقات الثنائية. واستأنف مبارك والشيخ حمد محادثاتهما مساء امس على مأدبة عشاء. وكان أمير قطر وصل إلى القاهرة من أبو ظبي بعد زيارة لدولة الإمارات "شكلت بداية علاقة متميزة بين البلدين". ويرافق الأمير وفد رفيع المستوى بين أعضائه وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأكد مبارك خلال لقائه أمس وفداً من اتحاد الصحافيين العرب، انه "ليس هناك خلافات بيننا وقطر، لم يتفوه أحد في مصر بكلمة ضد اميرها أو ضد أي وزير قطري"، ونقل ابراهيم نافع رئيس الاتحاد عن مبارك قوله: "مصر لم تبدأ بأي شيء ونحن لا نحبذ الدخول في مهاترات". من جانبه صرح أمير قطر لدى وصوله إلى القاهرة: "لا يسعني لدى وصولي الى مصر الشقيقة إلا أن اعبر عن سعادتي للقيام بهذه الزيارة التي أستهلها بتوجيه صادق تحياتي وتحيات شعب قطر الى اخي الرئيس حسني مبارك وأفراد الشعب المصري الشقيق، مقرونة بخالص تمنياتنا لهم بموفور الخير والسعادة ولبلدهم بدوام التقدم والرفعة". وأضاف: "لا شك ان زيارتي هذه ليست سوى عما يربط بين شعبينا الشقيقين من وشائج أخوية متينة، وعن حرصنا المشترك على دوام الاتصال وتبادل الرأي في كل ما يهم بلدينا من الأمور الثنائية والتطورات على الساحات الإقليمية والعربية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك". واستطرد: "يقيني ان هذه الزيارة ستعود بثمار طيبة على بلدينا، وستسهم بمشيئة الله إسهاما كبيراً في ترسيخ علاقاتهما الأخوية الحميمة وزيادة التعاون بينهما لصالح شعبينا الشقيقين. اسأل المولى العلي القدير ان يمدنا بعون من عنده ويوفقنا في ما نبذله من جهود لتحقيق ما ننشده لشعبينا من رفعة ورخاء، ولما فيه خير امتنا العربية والاسلامية". وصرح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عقب محادثات الزعيمين بأنه"جرت محادثات موسعة بين الوفدين على هامش القمة المصرية - القطرية تناولت بعض جوانب العلاقات الثنائية والموقف العام في منطقة الخليج"، ونفى وجود مشكلة بين مصر وقطر، معرباً عن "أمله بأن تسير الأمور في طريقها السليم". وقال: "نثق انها ستسير في طريقها الصحيح لأنه لا توجد مشكلة بين البلدين". ويرافق أمير دولة قطر في زيارته لمصر وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية ووزير الدولة الشيخ محمد بن خالد آل ثاني، ورئيس الديوان الأميري السيد عبدالله بن خليفة العطية، ورئيس التشريفات الأميرية الشيخ محمد بن فهد آل ثاني ورئيس مجلس إدارة مؤسسة حمد الطبية الدكتور حجر أحمد حجر، ورئيس الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، ووكيل وزارة الكهرباء والماء السيد حسن بن عبدالله الغانم ووكيل وزارة الخارجية السيد عبدالرحمن بن حمد العطية وعدد من كبار المسؤولين. ولوحظ في الدوحة ان زيارة الأمير، التي تأتي بدعوة من الرئيس المصري، أثارت أجواء ايجابية في الأوساط القطرية وبين أفراد الجالية المصرية. ونوه قطريون ومصريون يعملون في قطر للصحافة القطرية أمس بالزيارة التي أفردت لها صحف الدوحة مساحات واسعة، وأشادت بالعلاقات بين البلدين، ورأت ان الزيارة ستدعم آفاق التعاون والتفاهم. وفي أبو ظبي، أكدت مصادر ديبلوماسية أن زيارة أمير دولة قطر لدولة الإمارات التي اختتمها أمس "حققت أهدافها في بدء علاقات متميزة بين البلدين تقوم على التفاهم والتعاون المشترك لتطوير العلاقات الأخوية وبلورة موقف مشترك أزاء جميع القضايا العربية والدولية الراهنة". وغادر الشيخ حمد أبو ظبي أمس متوجهاً إلى القاهرة في ختام زيارة للإمارات استغرقت ثلاثة أيام. وكان في وداعه في مطار أبو ظبي الدولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ خليفة بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين. وقالت هذه المصادر إن محادثات الشيخ زايد وأمير قطر ركزت على تطورات الوضع في الخليج، خصوصاً الوضع في العراق، وأكدا "استمرار الجهود وتوحيدها من أجل إنهاء محنة الشعب العراقي والحصار المفروض على العراق وعودته إلى الأسرة العربية والمجتمع الدولي، وتطبيق العراق قرارات مجلس الأمن". كذلك أكدت الإماراتوقطر إنهاء الخلافات في الأسرة العربية والنهوض بالأمة في وجه التحديات التي تواجهها في هذه المرحلة واتخاذ موقف عربي جماعي في وجه التعنت الإسرائيلي الذي يهدد عملية السلام في الشرق الأوسط بالانهيار ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. وقالت مصادر قطرية إن الشيخ حمد أكد "اتخاذ قطر قراراً بتجميد التطبيع مع إسرائيل ووقف أية اجراءات لفتح مكتب تمثيل لها في إسرائيل بسبب سياسة حكومة نتانياهو الرافضة لحدوث أي تقدم على المسارات التفاوضية مع الفلسطينيين وسورية ولبنان. وتؤكد هذه المصادر أن "زيارة الشيخ حمد لأبو ظبي رسخت بداية مرحلة جديدة من علاقات الاخوة والجوار بين البلدين"، ولفتت إلى أن الشيخ حمد "حظي باستقبال حار ومتميز في أبو ظبي وإمارتي دبي والشارقة اللتين زارهما في إطار جولته للإمارات، الأمر الذي اعطى هذه الزيارة بعداً أخوياً غلب على طابعها الرسمي". وقالت إن "الزيارة الناجحة لأمير قطر إلى الإمارات تهيئ لزيارة ناجحة بدأها الشيخ حمد لمصر أمس".