أكثر من خمسين ألف سائح دخلوا مدينة سان ريمو الايطالية الشمالية ليتابعوا مهرجان الپ48 للأغنية العاطفية الايطالية، وأكثر من خمسين ألف مصباح كهربائي أوقدتها بلدية المدينة داخل مركزها التاريخي خلال أربعة أيام المهرجان الذي انتهى في الساعات الأول من فجر أمس، حيث كان التنافس على الفوز بالمراكز الأولى والثاني والثالث. وإحياء تقاليد الفرح بالحدث السنوي الذي ينظر اليه الطليان منذ بداية تأسيسه عام 1951 على انه رصد سنوي لبانوراما الغناء الايطالي الذي بدأ يغزو العالم خلال السنوات العشر الأخيرة، اسوة بثورة الموضة الايطالية. ويتجاوز عدد المشاهدين 70 مليون مشاهد في أوروبا لمعرفة ملوك الطرب. ولما كانت هذه الاغنية محصلة روحية، فإنها بدأت تتحدث عن مشاكل حساسة وحقيقية يعيشها الفرد في الصميم، كالارهاب والتطرف والمافيا وأزمة السكن، وازدحام الشوارع والآثار السلبية للتطور التكنولوجي، والهجرة، والتلوث وارتفاع الاسعار والبطالة وغيرها. وشعاعت أغانٍ تدعو للفرح الانساني، وتجيد التقاط مواقعه. وبعد ان كان الحزن مزاجاً سائداً في الاغاني، والفرح شذوذاً، انقلبت المعادلة فالفرح ليس موسمياً. والاغنية الايطالية هي سفر قصير وغير مملّ، ممتلئة بالعافية والإرادة والثقة وعناق الحياة. ومهرجان هذه السنة اختار الممثل الكوميدي فيانيللو رايموندو 75 عاماً ليكون مقدم المهرجان، وقد نجح في إدخال الضحك الى القلوب.