وصف رئيس الوزراء الأردني بالوكالة الدكتور عبدالله النسور تصريحات وزير البنية التحتية الإسرائيلي ارييل شارون في شأن إصرار إسرائيل على اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس الموجود في الأردن، بأنها "وقحة ومشينة ومهينة". وذكر النسور، خلال لقاء صحافي عقده أمس مع ممثلي الصحافة الأردنية والدولية، أن إقدام مسؤول في دولة على تهديد فرد في دولة ثانية أمر "في غاية الاسفاف"، معتبراً تصريحات شارون بأنها تصريحات "طائشة وغير مسؤولة". وأضاف النسور ان الأردن طلب تفسيراً من الحكومة الإسرائيلية في شأن هذه التصريحات، نافياً ما جاء على لسان شارون بأنه أبلغ المسؤولين الأردنيين نية حكومته اغتيال مشعل خارج الأردن. واعتبر النسور ان ما قاله شارون "تصريحات مشينة ومسيئة ومرفوضة جملة وتفصيلاً"، مشدداً على أن مشعل "مواطن أردني لا يمكن اطلاقاً بأن نسمح باغتياله سواء داخل الأردن أو خارجه". واعتبر النسور ان ما صرح به شارون في مقابلة تلفزيونية لا يمكن أن ينظر إليه خارج إطار تعطيل عملية السلام والتشكيك بصدق نيات حكومته في تحقيق سلام في المنطقة. وكان وزير الخارجية الأردني بالوكالة السيد طلال سطعان الحسن استدعى أول من أمس السفير الإسرائيلي لدى الأردن اوديد إيران وسلمه احتجاجاً شديد اللهجة بسبب تصريحات شارون. وقال مصدر أردني رسمي إن وزير الخارجية بالوكالة نقل إلى السفير الإسرائيلي "احتجاج الحكومة الأردنية ورفضها للتصريحات التي أدلى بها شارون" في ما يخص اغتيال مشغل. وقال إن الأردن يؤكد "رفضه الاعتداء على حياة المواطنين الأردنيين سواء كان ذلك داخل الأردن أو خارجه". وأضاف ان مثل هذه التصريحات "تشكل اعتداء على الأردن ومساساً بأمن المملكة وخرقاً واضحاً للقوانين والاعراف الدولية". وكان شارون أعلن خلال مقابل صحافية عن إصرار إسرائيل على اغتيال مشغل خارج الأردن، وذلك بعد فشل المحاولة التي نفذها جهاز "موساد" الإسرائيلي في عمّان في أيلول سبتمبر من العام الماضي. يذكر ان ارييل شارون كان قام بزيارة رسمية إلى الأردن الأسبوع الماضي التقى خلالها بالملك حسين وولي العهد الأمير الحسن، في خطوة اعتبرت مؤشراً على تحسن العلاقات بين البلدين. وأصدر مشعل بياناً أمس قال فيه إن تصريحات شارون لم تكن مفاجئة له ولحركة "حماس"، مشيراً إلى أنها "تنسجم مع العقلية الصهيونية التي تقود الحكومة الإسرائيلية والتي يعد شارون أحد أركانها". وأضاف: "نحن لا نستغرب صدور مثل هذه الأقوال عن قادة كيان قام في أصله على الارهاب ولا زال يقتات عليه حتى يومنا هذا". وأكد البيان أن هذه التهديدات "لا تخفيه مشعل ولا تخيف اخوانه في قيادة حركة حماس، بل تزيدهم إصراراً وثباتاً على مواصلة الجهاد والنضال ضد الاحتلال الغاشم ... وهي محاولة بائسة لرفع معنويات أجهزة استخبارات العدو التي تتخبط في مستنقع من الفشل والأخطاء، أظهرت حقيقة صورتها وبددت هالة الاسطورة التي أحاطها الاعلام بها في مرحلة من مراحل الصراع". إلى ذلك، أعرب النسور خلال اللقاء الصحافي نفسه عن شعوره بالمرارة ازاء تصريحات نسبت لنائب رئيس الجمهورية السوري عبدالحليم خدام حول توقعاته باحتلال إسرائيل للأردن وتهجير مواطنيه إلى العراق. واعتبر هذه التصريحات التي نقلها وزير الصحة الأردني أشرف الكردي الذي زار دمشق أخيراً بأنها "اساءة لا تجوز". وأضاف انه "لا يعقل أن يسيئ مسؤول في دولة عربية إلى دولة عربية بالحديث عن الاحتلال وغير الاحتلال، خصوصاً أن ذلك القطر نفسه لا يزال يعاني من الاحتلال".