أكد مصدر أردني أن حكومة بلاده طلبت من رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي عدم الإدلاء بأي تصريحات من شأنها أن تتسبب بإحراج للأردن أو تسيء لمواقفه السياسية. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ليونايتد برس إنترناشونال "أجرينا اتصالاً بالقدومي وأبلغناه أنه ضيف مرحب به في الأردن في أي وقت ولكننا في الوقت نفسه طلبنا منه عدم الإدلاء بأي تصريحات سياسية من شأنها أن تؤدي لإحراج الأردن أو تسيء إلى مواقفه السياسية أو علاقته مع الدول العربية". وأوضح المصدر أن القدومي أبدى تجاوباً مع الطلب الأردني، وشدد على أن الأردن لم يطلب منه مغادرة أراضيه، وقال المصدر "إن القدومي ضيف مرحب به في الأردن". وكانت الحكومة الأردنية قد أعربت وعلى لسان المتحدث باسمها وزير الدولة لشؤون الإعلام نبيل الشريف عن أسفها لتصريحات القدومي في عمان والتي اتهم فيها الرئيس محمود عباس ورئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة محمد دحلان بالمشاركة في اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بتسميمه. ونفى المسؤول الأردني علاقة بلاده بهذه التصريحات، وقال "لا علاقة للأردن بهذه التصريحات من قريب أو بعيد"، مشيرا إلى أنها جاءت خلال لقاء خاص جمع القدومي بعدد من الأشخاص خلال زيارته إلى الأردن. وجاءت تصريحات المسؤول الحكومي الأردني بعد أنباء تحدثت عن أزمة صامتة بين عمان والسلطة الفلسطينية على خلفية تصريحات القدومي في عمان، وكان مسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات قال "إن الأهم من التصريحات هو المكان الذي انطلقت منه". وكان القدومي، وهو أحد مؤسسي حركة فتح، أثار زوبعة كبيرة عندما عرض على عدد من الصحافيين الذين زاروه في منزله في عمان محضر اجتماع امني ضم كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون والرئيس عباس ودحلان وعدد من ضباط المخابرات الأميركية، ويشير إلى مخططات للتخلص من الرئيس عرفات وقيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي. المعروف أن الأردن يدعم وبشكل كامل سلطة الرئيس عباس، فيما تلتقي مواقف القدومي السياسية مع ما يسمى "محور الممانعة" في المنطقة والذي يرفض التسوية السلمية مع إسرائيل.