واصل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مشاوراته لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، للاسبوع الثالث على التوالي. واستهلها صباحاً بلقاء قائد الجيش العماد اميل لحود، وهو الثاني بينهما في اقل من اسبوع، ثم انضم اليهما لاحقاً وزير الدولة للشؤون المالية فؤاد السنيورة ووزير العدل بهيج طبارة وعدد من كبار الضباط في الجيش والمستشار القانوني لرئاسة الحكومة القاضي سهيل بوجي. وأوضح السنيورة "ان البحث تناول سلسلة الرتب والرواتب الخاصة بالعسكريين. وهناك نقاط تتطلب وقتاً لمعالجتها، وسيتم ذلك في عشرة ايام على الاكثر". وشدد على "ان لا انفاق من خارج الموازنة ولا التزامات اضافية من دون ان يكون لها موارد ملائمة وهذا امر اساسي، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي نستطيع بواسطتها الحفاظ على الاستقرار المالي". وأشار الى "ان ما صدر الاسبوع الماضي في شأن العجز والفائض في ميزان المدفوعات مؤشر ايجابي، وتالياً فليس من داعٍ لمحاولات النفاذ من هذا الموضوع واستعماله لأغراض سياسية". ثم قام الحريري بجولة شملت مقامات روحية مسيحية، فالتقى بطريرك السريان الكاثوليك انطون الثاني حايك في حضور اعضاء اللجنة الاستشارية العليا للطائفة، وتسلم مذكرة تضمنت سبعة عناوين تطالب بتطبيق وثيقة الطائف وضرورة العودة الى روحيتها، ووضع قانون عادل ومكافحة الفساد في السياسة والادارة واستقلال القضاء، وعودة المهجّرين الى ديارهم. وأيّدت المذكرة تنفيذ القرار الرقم 425 وإلزام اسرائىل الانسحاب من دون قيد او شرط. وطالبت برفع الغبن اللاحق بأبناء الطائفة في وظائف الدولة. وشددت على اهمية الاصلاح السياسي للخروج من الازمة الاقتصادية المالية. وقال الحريري بعد اللقاء: "الحديث كان عن المذكرة وناقشنا بعض الامور التي نتوافق عليها وشرحنا بعض الامور التي لم تكن واضحة وناقشناها". وأضاف: "المناقشة كانت صريحة وموضوعية، وخرجنا متفاهمين على كل ما طرح عن بعض بنود وثيقة الطائف والانتخابات وتقسيم المحافظات". ثم زار بطريرك السريان الارثوذكس زكّا الاول عيواص في حضور عدد من المطارنة والآباء ورؤساء المجالس والمؤسسات التابعة للطائفة، وتسلم مذكرة تؤكد "ان المدخل الى اي حل هو التوافق اللبناني الحقيقي وشعور كل الافرقاء انهم في صلب القرار". وتدعو الى "تمتين الجبهة الداخلية لكي لا تشعر فيها طائفة انها مغيّبة او مغبونة"، وتشير الى "ان عدم تمثيل الطائفة في السلطة التنفيذية واقتصاره في السلطة التشريعية على مقعد واحد لكل الأقليات انتقاص من دور هذه الطائفة". والتقى رئىس الطائفة الانجيلية في لبنان وسورية القس سليم صهيون وأركانها، وشددوا على "ان يبقى لبنان حراً مستقلاً وان تبقى دولة المؤسسات وان يعود المهجّرون". وقال الحريري على الاثر: "ان البحث تناول كل الامور والمشكلات التي تمر فيها البلاد وان الطائفة الانجيلية الكريمة متفهّمة للجهد الذي تبذله الحكومة في سبيل النهوض بلبنان من كل النواحي". وأضاف: "نتيجة جولتي اليوم امس سنفعل شيئاً لإطلاع الشعب اللبناني على نتيجة كل المشاورات في الايام المقبلة". واجتمع مساء مع وفد من المجلس التنفيذي للرابطة المارونية وممثلي "دار الندوة" منح الصلح ومعن بشّور، ووفد من "حزب الله" الذي يلتقيه للمرة الثانية منذ بدء المشاورات.