تفاعلت قضية الاتصالات واللقاءات التي عقدها ديبلوماسيون في السفارة الاميركية في القاهرة مع معارضين مصريين ينتمون الى تيارات سياسية مختلفة. وفي حين استغربت مصادر مصرية قيام مسؤولين اميركيين بعقد لقاءات مع إسلاميين يشتبه في وجود علاقة بينهم وبين الجماعات الدينية التي تمارس العنف، ومع اقباط لمناقشة أوضاعهم داخل مصر، لوحظ أن صحفاً مصرية وجهت أمس انتقادات حادة الى "حملة الاكاذيب والتشويه التي قامت في وسائل الاعلام الاميركية حول الاوضاع في مصر". وكانت "الحياة" كشفت اخيراً تفاصيل ثلاثة لقاءات عقدها ديبلوماسيون اميركيون مع كل من وكيل مؤسسي حزب "الوسط" المهندس ابو العلا ماضي ومحامي الجماعات الاسلامية السيد منتصر الزيات والمفكر القبطي الدكتور رفيق حبيب. وأكد الثلاثة أن اللقاءات تمت بناء على طلب المسؤولين الاميركيين. وتركز اللقاء مع ماضي على التعرف على رأي الأوساط السياسية المصرية في السياسات الاميركية في المنطقة، ووجهت الى الزيات اسئلة حول "الجبهة الاسلامية" التي أعلن عن تأسيسها أخيراً، وضمت أسامة بن لادن و"الجماعة الاسلامية" وجماعة "الجهاد" المصريتين وجماعتين اسلاميتين من باكستان وأخرى من بنغلادش، وكذلك موقف قادة الجماعات الدينية المقيمين في الخارج من مبادرة وقف العنف التي اطلقها القادة التاريخيون ل "الجماعة الاسلامية" في تموز يوليو الماضي، في حين دار النقاش مع حبيب حول ما جاء في التقرير الاخير للكونغرس حول تعرض الاقباط للاضطهاد. وحتى أمس لم يصدر رد فعل مصري رسمي تجاه ما نشر عن هذه الاتصالات كما لم يصدر عن السفارة الاميركية في القاهرة ما يشير إلى ما اذا كان الديبلوماسيون الاميركيون ابلغوا جهات رسمية مصرية بها أم لا. ووجهت صحيفة "الاهرام" شبه الرسمية أمس انتقادات حادة الى "جهات معينة يهمها أن تجدد التوتر بين الشعوب" وأكدت "أن مصر أمة واحدة، صنعت لنفسها نسيجاً اجتماعياً قوياً عبر الزمن من واقع التميز الذي صهر جميع ابنائها في بوتقة واحدة وايضاً بفضل التسامح الديني الذي ظلل حياتهم، فلم يعد القبطي يشعر بالانفصال عن الآخر، ولا التفريط في الوحدة الوطنية التي ارتوت بدماء الشهداء من الجانبين". وقالت الصحيفة: "يشهد التاريخ أن كل محاولات ضرب الوحدة الوطنية جاءت بفعل أفكار وافدة غريبة على بيئة المجتمع المصري بغض النظر عن القوى التي تنشر مثل هذه الافكار"، وخلصت الصحيفة الى القول: "ليس هناك أساس اصلاً تقوم عليه أي دعاوى سياسية تحاول أفتعال أزمة أو العبث بصورة مصر في الخارج. أنها لعبة مكشوفة قد تنجح في مناطق اخرى من العالم ولكن في مصر مصيرها الفشل اليوم وغداً". وذكرت صحيفة "اخبار اليوم" أمس أن وفدا يمثل الاقباط المصريين المهاجرين الى الولاياتالمتحدة سيصل الى القاهرة "للتعرف على مناخ الاستقرار والامان الذي يعيشه الاقباط في مصر". ونقلت الصحيفة عن السفير المصري في واشنطن أحمد ماهر قوله: "أن مصر سمحت بالزيارة للرد على حملة الاكاذيب والتشويه التي نشرت في الصحف الاميركية حول وضع الاقباط في مصر"، كما نقلت الصحيفة عن عضو المجلس المحلي مراد استينو قوله: "ان اقباط مصر ليسوا في حاجة لتدخل أميركي لصالحهم"، مشيراً إلى أن "الحملات المنظمة" عن وضع الاقباط "تنشط في أوقات عدة بايعاز من اللوبي اليهودي وبتمويل منه" وأكد أن هناك "من يستفيد من هذه الحملات ويسعى لاستخدام الجالية القبطية في اميركا كورقة ضغط على مصر لتحقيق مكاسب معينة".