تسلم ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أمس رسالة من الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي، نقلها وزير الخارجية الإيراني السيد كمال خرازي. وقالت مصادر ديبلوماسية ايرانية ل "الحياة" أن الرسالة تتحدث عن آفاق التعاون بين الرياضوطهران عقب الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني للسعودية، والمقترح الذي تقدمت به الرياض إلى طهران بخصوص التعاون بين البلدين. واستقبل النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز مساء أمس خرازي، وقال سفير إيران في الرياض السيد محمد رضا نوري ل "الحياة" ان اللقاء "مهم جداً"، وبحث فيه في "ما يهم البلدين بخاصة في العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية". وشدد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي كان في استقبال نظيره الإيراني لدى وصوله ظهر أمس إلى المطار على أن السعودية "تعطي اعتباراً اساسياً لتحسين العلاقات بين دول المنطقة" لأن "المخاطر التي تعرضت لها منطقة الخليج أتت من المنطقة وليس من خارجها"، وقال إن وقوع "الحرب العراقيةالايرانية ثم غزو العراق للكويت يعني أن المشكلات التي هددت أمن المنطقة نابعة من المنطقة"، لافتاً إلى توافق دول مجلس التعاون مع السعودية لجهة تحسين العلاقات، مؤكداً "ان التقارب الحاصل الآن بين دول مجلس التعاون وايران عنصر اساسي في تطوير الفهم المشترك حول أمن المنطقة، معتبراً ذلك "أهم عنصر لتطوير وسائل الامن والاستقرار في المنطقة". وكشف الأمير سعود الفيصل أنه سيزور ايران بعد موسم حج هذا العام، كما أبدى في تصريحات للصحافيين، ارتياحه للتقارب بين الرياضوطهران وتطور العلاقات بينهما، وقال: "لقد سعدنا بزيارة سماحة الرئيس هاشمي رفسنجاني للمملكة ونتطلع بكل تقدير للرسالة التي بعث بها الرئيس محمد خاتمي. ونأمل بأن تستمر الخطوات في هذا الاتجاه لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين ودول المنطقة عموماً"، مشدداً على أن "هذه العلاقات ستسهم ان شاء الله في إنهاء القضايا العالقة". وعن مشاكل العالم الإسلامي قال "ان العالم الاسلامي جزء من العالم ويتطلع الى ان يحل السلم والامن والاستقرار في كل انحاء العالم"، لكنه ركز على أن العالم الاسلامي "يتطلع الى حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الفلسطينيين ويزيح الاحتلال عن الاراضي العربية". وعن الأحداث في أفغانستان أكد الأمير سعود أن "الكل يتألم لاستمرار هذه المشكة وبخاصة وان الكفاح المرير الذي خاضه الشعب الافغاني ضد الاحتلال الاجنبي وما قدمه من تضحيات كبرى لم تؤد الى تطوير اوضاعه بل ادت الى حرب اهلية مع الأسف". وناشد وزير الخارجية السعودي باسم العالم الاسلامي "الاخوة في افغانستان لإنهاء هذه الأزمة"، وقال: "إن التضامن الإسلامي هو الاساس الذي يمكن العالم الاسلامي من مواجهة أي مخاطر". من جهته قال خرازي للصحافيين فور وصوله الرياض أنه يحمل رسالة من الرئيس خاتمي إلى الأمير عبدالله، معبراً عن سعادته لكون زيارته "جاءت بعد شفاء خادم الحرمين الشريفين وخروجه من المستشفى". وقال إن "مستوى العلاقات بين المملكة وايران تحتم علينا القيام بزيارات دورية في ما بيننا ومؤخراً قام حجة الإسلام السيد هاشمي رفسنجاني بزيارة للمملكة العربية السعودية ولا بد من أن نتابع النتائج التي تمخضت عن تلك الزيارة". وعقد وزيرا خارجية السعودية وايران أمس اجتماعاً في وزارة الخارجية بالرياض، واتفقا على أن يرأس وزيرا التجارة السعودي والإيراني اللجنة المشتركة للتعاون والتي أقرت خلال زيارة رفسنجاني للمملكة. واعتبر السفير نوري نتائج المحادثات "جيدة جداً"، مشدداً على أن "أفق التعاون واسع جداً، ووجهات النظر متطابقة". وقال ل "الحياة" أن المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني في الرياض مع الأمير عبدالله والأمير سلطان والأمير سعود الفيصل ركزت على التعاون النفطي بين البلدين وعرضت لأزمة انخفاض أسعار النفط العالمية وسبل معالجتها.