شهد "معرض الاتصالات السعودي - 98" الذي اختتم اعماله في الرياض، تهافت الزوار على شراء اجهزة الهاتف النقال التي عُرضت بأسعار مغرية في اجنحة الشركات السعودية المشاركة. ويتناقض تحويل اجنحة العرض الى فروع موقتة للبيع بالتجزئة مع الطابع الرصين لمعرض دولي من هذا القبيل حضره خبراء من عشرات الدول وشاركت فيها كبرى المؤسسات الدولية النشطة في مجال التكنولوجيا الالكترونية وخدمات الاتصال. إلا ان الظاهرة تعكس في الوقت ذاته الاهمية التي يحظى بها الهاتف النقال العامل بنظام "جي أس أم" في السعودية . وقال وائل مرسي مدير الشرق الاوسط وافريقيا في شركة "أل. سي. سي الدولية" للاستشارات وهي أكبر شركة استشارات في قطاع الاتصالات اللاسلكية في العالم "ان الهاتف النقّال لم يعد ألعوبة لقضاء الوقت أو شيئاً من الكماليات بل حاجة ضرورية للفرد في المجتمع السعودي". وتعتبر السعودية احدى اكثر الدول استخداماً للهاتف النقال في العالم العربي. وتراوح مدة الاستخدام الشهري بين 500 و600 دقيقة للمشترك الواحد. وفي آب اغسطس 1994 ارست الحكومة السعودية عقداً على شركة "لوسنت تكنولوجيز" لتنفيذ مشروع التوسعة السادسة الذي تضمن في البداية انشاء 5،1 مليون خط بري و200 ألف خط نقال "جي. أس. أم" رُفعت لاحقاً الى 500 ألف خط في عقد ملحق أبرم في تموز يوليو 1996. وكان جرى في كانون الثاني يناير 1994 تأمين تشغيل خدمات الهاتف النقال في الرياضوجدة والدمام وبعد ذلك في مكةالمكرمة في نيسان ابريل. وفي كانون الثاني 1997 جرى تأمين تشغيل هذه الخدمات في المدينةالمنورة لتمتد بعد ذلك في حزيران يونيو الى الطائف والباحة وأبها وخميس مشيط وحائل. ويبلغ عدد الخطوط التي جرى مدها حتى الساعة 350 ألف خط. وقال الخبير الاميركي الدولي المصري الأصل وائل مرسي، الذي تعمل شركته مستشارة لدى "لوسنت تكنولوجيز" المشرفة على مد خطوط الهاتف النقال، ان السعودية تملك امكانات هائلة لاستيعاب اكبر شبكة للهاتف النقال في منطقة الشرق الاوسط بسبب اتساع مساحتها وديناميكية المجتمع السعودي وكثرة انتقال افراده. ويفسر هذا الامر الى حد بعيد الاقبال الكبير ولوائح الانتظار الطويلة للراغبين في الحصول على خدمة الهاتف النقّال على رغم كلفة الاشتراك الباهظة التي تبلغ 3500 ريال اكثر من 920 دولاراً وتعرفة الاتصال التي تعتبر مرتفعة نسبياً. وتشير التوقعات الى ان 50 في المئة من السعوديين سينتمون الى فئات عمرية تراوح بين 15 عاماً و24 عاماً سنة 2003. ومن شأن هذه التركيبة العمرية وانتشار قاعدة عريضة للطبقة المتوسطة في المجتمع السعودي تتميز بقدرة شرائية مرتفعة ان يشكل حافزاً لنمو سريع لخدمات الهاتف النقال في حال توافرها. وقال السيد مرسي ان عملية التخصيص التي أقرها مجلس الوزراء السعودي قبل ثلاثة أشهر ستولد منافسة كبيرة تؤدي الى خفض اسعار الاشتراك واسعار المكالمات مما سيؤدي الى ارتفاع عدد المشتركين. وأضاف "لا نستبعد ان يصل عدد المشتركين الى مليوني مشترك بحلول سنة 2001 في حال تم مد شبكات الاتصال اللازمة والى ثلاثة ملايين مشترك بكل سهولة سنة 2003 لأن السوق السعودية ديناميكية والاقتصاد ينمو بسرعة كبيرة والفئات العمرية للمستهلكين تحفز الاستهلاك والطلب على خدمات الاتصال". وقدمت شركات دولية عدة عروضاً الى وزارة البريد والبرق والهاتف السعودية من أجل ادراجها في المناقصة المقبلة التي يجري الاعداد لها وتخص مشروع التوسعة السابع. وتأمل هذه الشركات ومنها "اريكسون" و"سيمنس" و"آلكاتل" و"موتورولا" و"لوسنت"، الحصول على جزء من مناقصة يكثر الحديث عنها حالياً وتتناول مد بين 500 ألف و700 ألف خط نقال تضاف الى نصف مليون خط بري ستجري اضافتها الى المقسمات الحالية ضمن مشروع التوسعة الجديد. وقال مدير مبيعات "سيمنس" في الشرق الاوسط هلموت موللر ان شركته تأمل الحصول على نحو 40 في المئة من مناقصة الهواتف النقالة الجديدة في حال جرى الاعلان عنها رسمياً. وأشار العاملون في قطاع الاتصالات الذين تحدثت اليهم "الحياة" الى ان "آلكاتل" و"لوسنت" قد تكونان الأوفر حظاً في البقاء في المناقصة لو طرحت والى ان المسؤولين السعوديين الراغبين في تقديم حلول سريعة لمشكلة رفع سعة الشبكة الهاتفية سيختارون من بين العروض المقدمة الشركات الأكثر قدرة على ضمان سرعة التنفيذ والتلبية العاجلة للطلب الكبير على خطوط الهاتف النقّال. وفي ظل الحديث عن مد شبكة الهاتف النقال لتغطي الارجاء الشاسعة للمملكة العربية السعودية التي تبلغ مساحتها 2.1 مليون كلم2 وتضم زهاء 17 مليون نسمة يجمع الخبراء على أهمية التطرق الى منظومات الاقمار الاصطناعية التي ستكون الهواتف النقالة "جي. أس. ام" في المستقبل قادرة على الاتصال من خلالها. وتعمل اربع شركات دولية للاتصالات على وضع نظام تبادلي يسمح لهواتف "جي. اس. أم" النقالة، المرتبطة بمقسمات ربط بالموجات القصيرة مرتبطة بدورها الكبيلات محورية برية أو بحرية، بالاتصال بمقسمات الربط الارضية التي ستشكل محطات لاعادة بث الموجات المرسلة والمستقبلة من الاقمار الاصطناعية التي نصبت في مدارات منخفضة قريبة من الارض. ويعتبر نظام "راديوم" الذي يضم 66 قمراً اصطناعياً الذي بنته "موتورولا" بالاشتراك مع مستثمرين حول العالم بينهم شركتا "الموارد" و"بن لادن" في السعودية اول هذه المنظومات التي وضعت في مدار قريب من الارض. ومن المنتظر ان ينتهي نصب هذه المنظومة مطلع السنة المقبلة. الا ان منظومة "غلوبال ستار" الاميركية التي تضم زهاء 48 قمراً اصطناعياً و"سكاي بريدج" التي تبنيها "آلكاتل" الفرنسية وتضم 64 قمراً اصطناعياً تشكلان المنافس الرئيسي ل "راديوم". وقال العاملون في قطاع الاتصالات الى المشكلة الرئيسية التي قد تواجه عملية توسيع وربط محطات الهاتف النقال الجديدة في السعودية هي ضرورة بناء شبكة تعتمد على موجة تردد طولها 1800 ميغاهرتز بعدما تشبَّع جميع القنوات المتوافرة على موجة التردد الحالية التي يبلغ طولها 900 ميغاهرتز.