عندما عبر رامي بن دور حدود اسرائيل الى لبنان للمرة الاولى في 1978، كان عمر ابنه أور عاماً واحداً. في ذلك العام غزت قوات اسرائيلية قوامها سبعة آلاف جندي لبنان وتوغلت شمالاً حتى نهر الليطاني لتدمير قواعد للفدائيين الفلسطينيين كانوا يشنون منها هجمات على اسرائيل. أمضى بن دور اسابيع في جنوبلبنان في 1978 مجنداً في الخدمة الطبية في صفوف الاحتياط، ثم اشترك في الهجوم الكبير عام 1982، وبعد ذلك كان يستدعى الى الخدمة في الاحتياط كل عام مع تحول الحملة العسكرية الاسرائيلية في لبنان مستنقعاً للقوات الاسرائيلية. وبعد مرور 20 عاماً، هذا الشهر، على اول غزو اسرائيلي للبنان يشعر بن دور وزوجته راشيل بالقلق على ابنهما الذي يدخل لبنان ويعود منه جندياً في وحدة كوماندوس متميزة. وتقول اسرائيل انها يجب ان تحتل جنوبلبنان لحماية التجمعات السكانية في شمالها من هجمات بالصواريخ وغارات عبر الحدود، لكن تفاقم خسائر الجيش الاسرائيلي في الارواح، العام الماضي، أجج حملة تطالب بالانسحاب من جنوبلبنان. وتظهر ارقام للجيش ان اكثر من 900 جندي اسرائيلي قتلوا في لبنان منذ عملية الليطاني وصدور القرار الدولي الرقم 425 الذي يطالب اسرائيل بالانسحاب من دون شروط في 1978 بينما قتل أقل من 30 مدنياً في هجمات على اسرائيل عبر الحدود. وقالت راشيل بن دور التي اسست، العام الماضي، جمعية نسائية تقوم بحملة من اجل انسحاب اسرائيلي غير مشروط من لبنان: "تعتقد الحكومة ان لابأس في موت الجنود لأنه واجبهم، وعليّ ان ارسل ابني ليكون قطعة في لعبة الشطرنج هذه". وأضافت ان "الحزام الامني" في جنوبلبنان اصبح فخاً للموت للجنود الاسرائيليين الذين يواجهون هجمات شبه يومية من مقاتلي "حزب الله". واتهمت الزعماء الاسرائيليين بالتمسك بسياسة رديئة لتغطية سنوات من حسابات خاطئة. في العام الماضي وحده قتل مقاومو "حزب الله" 39 جندياً اسرائيلياً في جنوبلبنان في اعلى معدل منذ 1985. وقالت بن دور: "لا يريد صانعوا القرار مواجهة وضع يتحتم عليهم فيه ان يشرحوا للجمهور لماذا قتل عدد كبير من الجنود خلال السنوات الماضية من دون اي نتيجة ملموسة".