بدأ ولي عهد الأردن الأمير الحسن بن طلال امس محادثات رسمية مع مسؤولين اسرائيليين في مقدمهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. ووصفت أوساط اسرائيلية المحادثات بأنها تدشين لعودة العلاقات الأردنية - الاسرائيلية التي توترت منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي نفذها عملاء جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "موساد" في عمان في 25 ايلول سبتمبر، واستهدفت رئيس مكتب "حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل. وكان الأمير الحسن صرح قبل يومين من زيارته ان "قضية مشعل اصبحت وراءنا". واستهل الأمير الحسن زيارته امس باجتماع عقده مع كبار قادة اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في قاعدة هاتسور الجوية في النقب قبل ان يلتقي أقطاب الحكومة الاسرائيلية في تل أبيب. وكان في مقدم مستقبلي ولي العهد الأردني المستشار الخاص لوزير الدفاع الاسرائيلي المكلف العلاقات الامنية مع الأردن دافيد عبري والمدير العام لوزارة الدفاع ايلان بيران. وقالت مصادر اسرائيلية مطلعة ان زيارة الأمير الحسن، الذي يرافقه مدير الاستخبارات الأردنية، جاءت للتأكيد على معاهدة التعاون الأمني بين الأردن واسرائيل بعد توقف نحو ستة أشهر. وقال مسؤول أمني اسرائيلي ان زيارة الحسن "مؤشر تخلص العلاقات المميزة بين الطرفين من آثار قضية مشعل". وكشفت اسرائيل ان مدير الاستخبارات الفلسطينية العميد سميح بطيخي كان رفض طلب وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي لاستئناف التعاون الأمني بين الجانبين خلال لقاء جمعهما في ايلات جنوب قبل نحو شهر. وقالت المصادر ذاتها ان بطيخي اشترط بوضوح استئناف التنسيق الامني مع اسرائيل باقالة رئيس جهاز موساد داني ياتوم الذي حملته لجنة تحقيق حكومية مسؤولية فشل عملية الاغتيال في الأردن لكنها امتنعت عن استنكار القيام بالعملية على الاراضي الأردنية، مشيرة الى الصلات الوثيقة بين عمان ورئيس "الموساد" الجديد اذايير هاليفي. ولم تخف دوائر اسرائيلية عدة ارتياحها لزيارة ولي العهد الأردني الأولى منذ فضيحة "موساد" في عمان، خصوصاً ان الجمود لا يزال يكتنف العملية السلمية مع الفلسطينيين. ورأت مصادر ديبلوماسية في القدس ان الأمير الحسن الذي زار مدينة رام الله عشية زيارته لتل ابيب استند الى لقائه الرئيس ياسر عرفات لاضفاء صفة المشروعية لزيارته معتمداً على أرضية فلسطينية وجسر شرعي لزيارة تل أبيب في هذا الوقت بالذات". وكان الامير الحسن أكد بعد لقائه عرفات انه سيطلب من اسرائيل تطبيق الاتفاقات الموقعة بشكل "كامل وحرفي".