جاكرتا - أ ف ب - وقع الرئيس الاندونيسي سوهارتو تحت اضواء آلات التصوير التلفزيونية امس وبضغط من صندوق النقد الدولي برنامج اصلاحات شاملة للاقتصاد يتضمن اجراءات كانت حتى الآن تواجه محاربة شرسة في البلاد. ويلغي البرنامج مشروع "السيارة الوطنية" الذي يعتبر احد اكبر المستفيدين منه نجل الرئيس سوهارتو نفسه، ويضع حداً لتمويل طائرة نقل تجارية نفاثة ويوسع الرقابة المالية لتشمل اموالاً كانت حتى الآن رهن مشيئة الرئيس. كما توقفت ايضاً كل مشاريع البنى التحتية التي كانت في مجملها خاضعة لسيطرة عائلة الرئيس او المقربين منه او اصدقائه السياسيين، باستثناء تلك التي تمثل "اهمية حيوية للبلاد". وستطال اجراءات التقشف سكان البلاد الذين يربو عددهم على مئتي مليون نسمة، وبين تلك الاجراءات انهاء دعم بعض المواد الأساسية كالوقود والكهرباء. وستترجم الاجراءات في مجملها من خلال موازنة جديدة تتضمن عجزاً على الارجح ولا تتوقع اي نمو مع تضخم بمعدل 20 في المئة، مع احتمال ان يبلغ سعر الصرف خمسة آلاف روبية للدولار الاميركي الواحد. ووصف ديبلوماسي اوروبي ما جرى بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح لكنها غير كافية". وتساءل: "ان صندوق النقد الدولي يريد فائضاً في الموازنة بنسبة واحد في المئة، وهناك عجز معلن فكيف سيمول هذا العجز؟". وكان سوهارتو قدم الثلثاء الى البرلمان موازنة غير واقعية تتناقض مع التزاماته السابقة. وأدت هذه الموازنة الى بداية فقدان الثقة التي برزت بعد الاعلان في تشرين الاول اكتوبر الماضي عن وضع صندوق النقد الدولي برنامج اصلاحات مدعوم بأربعين مليون دولار. وخلال 48 ساعة كانت الروبية تتهاوى لتتخطى عتبة 11 ألف روبية للدولار الواحد وقضت على آخر الآمال حول قدرة اندونيسيا يوماً ما على تسديد ديونها التي تقدر رسمياً ب 133 بليون دولار بينها نسبة 65 في المئة تستحق قبل نهاية السنة الجارية. وأمام هذا الوضع المنهار وفي ظل الاشاعات عن انقلاب عسكري وشيك، تهافت الناس على المخازن لتكوين مخزون من المواد الغذائية والاساسية والتخلص مما لديهم من روبيات. وأكدت مجموعة الدول الصناعية السبع واوروبا واليابان وجارات اندونيسيا وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة، دعمها للرئيس سوهارتو لكنها شددت ايضاً على ضرورة التزام جاكرتا بتعهداتها السابقة. وجاء احكام الضغوط صباح امس من قبل ميشيل كامديسو مدير صندوق النقد الدولي الذي وضع مساء الاول من أمس اللمسات الاخيرة على الاتفاق. وقال: "من النادر ان يوقع رئيس دولة مثل هذه الوثيقة". وأضاف: "هذا يؤكد ان الرئيس سوهارتو يولي برنامج الاصلاحات اكبر مساندة ممكنة". أهم بنود برنامج الاصلاحات بين اندونيسيا وصندوق النقد الدولي - مراجعة الموازنة و"تخفيف" المعونات التي تقدمها الدولة لدعم المنتجات النفطية الامر الذي يعني زيادة في تكاليف النقل والطاقة. - الغاء الامتيازات في مجال الرسوم وحقوق الجمارك التي كانت منحت لمشروع "السيارة الوطنية". هذه الامتيازات كانت تسمح لاحد ابناء الرئيس، هوتومو ماندالا بوترا الملقب تومي، ان يستورد ويبيع في اندونيسيا سيارات مصنوعة في كوريا بسعر يقل بستين في المئة عن سعر السيارات العالمية المجمعة في اندونيسيا. - الغاء احتكار تجارة توابل "كبش القرنفل" التي تعتبر اندونيسيا اكبر منتجيها ومستهلكيها وكانت ايضاً في يد تومي ابن الرئيس. - توقف الدولة عن تمويل بناء طائرة للنقل النفاث لحساب احد المقربين من الرئيس والبحث عن تمويل خارجي لها.