واغادوغو - أ ف ب - ستتناسى القارة الافريقية برمتها مشاكلها وهمومها المتعددة لتتابع بشغف أحداث كأس الامم الافريقية الحادية والعشرين لكرة القدم الاخيرة في هذا القرن التي تستضيفها بوركينا فاسو ابتداء من اليوم وحتى نهاية الشهر الحالي ويفتتحها رئيس البلاد بلاز كومباوريه على ملعب "4 اغسطس" في واغادوغو. ويشارك في البطولة 16 منتخباً وزعت على اربع مجموعات كالتالي: المجموعة الاولى: بوركينا فاسو والجزائر والكاميرون وغينيا المجموعة الثانية: غاناوتونس وتوغو وجمهورية الكونغو المجموعة الثالثة: جنوب افريقيا وساحل العاج وناميبيا وانغولا المجموعة الرابعة: مصر والمغرب وزامبيا وموازمبيق ولن تكون مهمة الدولة المضيفة سهلة ليس فقط لانها مغمورة على الخريطة الافريقية بل لان مجموعتها ضمت الكاميرون الفائزة باللقب مرتين والجزائر حاملة اللقب مرة واحدة وغينيا وصيفة العام 1976. أما المجموعة الثانية فان الافضلية ستكون لغاناوتونس لما يملك لاعبوهما من خبرة واحتكاك على الصعيدين الاوروبي والافريقي. وفي الجموعة الثالثة فان ساحل العاج العائدة بقوة مرشحة لاحتلال المركز الاول على حساب جنوب افريقيا، ولا يستبعد ان تحقق انغولا المفاجأة. وفي المجموعة الرابعة التي اطلق عليها لقب مجموعة الموت فان المنتخب المصري سيرفع شعار الثأر لأن زامبيا اخرجته من البطولة السابقة في حين فشل في الفوز على المغرب في مباراتين ضمن التصفيات الافريقية 1-1 ذهابا وصفر-1 اياباً. وتستقطب البطولة الحالية اهتماماً خاصاً لأنها تضم اربعة منتخبات ستشارك في نهائيات كأس العالم في فرنسا بعد اربعة اشهر هي المغرب وتونسوجنوب افريقيا والكاميرون، اما ممثل افريقيا الخامس في النهائيات وهو المنتخب النيجيري فإنه مستبعد من البطولة الحالية لانه انسحب من نهائيات 96 زاعما ان الامن لم يكن متوفراً في جنوب افريقيا. وتحظى البطولة بتغطية اعلامية ضخمة اذ قدرت اللجنة المنظمة عدد الصحافيين بأكثر من 700 بالاضافة الى انها ستنقل مباشرة الى اكثر من 150 دولة. وفي افريقيا وحدها سيتسنى لنحو 91 مليون نسمة مشاهدتها تلفزيونيا. ومنذ ان انطلقت البطولة الاولى عام 1975 بمشاركة ثلاثة منتخبات فقط خطت خطوات جبارة الى الامام خصوصاً في العقدين الاخيرين حيث ارتفع عدد المنتخبات في بطولة تونس عام 1994 من 8 منتخبات الى 12 منتخباً، ثم الى 16 قبل سنتين في جنوب افريقيا. وتحمل غانا الرقم القياسي من حيث عدد الالقاب 4 مرات ثم مصر ثلاث مرات ثم الكاميرونوالكونغوونيجيريا مرتان لكل منها وجنوب افريقيا واثيويبا والجزائر والمغرب وساحل العاج والسودان وزائير مرة واحدة. وتشكل البطولة نهاية المطاف لبعض النجوم الذين طبعوا كأس الامم بطابعهم الخاص وابرزهم الغاني ابيدي بيليه الذي شارك في اول بطولة له عام 1982 في ليبيا عندما كان في السابعة عشرة من عمره وساهم في احراز بلاده اللقب للمرة الرابعة والاخيرة، وهناك ايضا المصري حسام حسن في مشاركته الثالثة والعاجي جويل تييهي نجم بطولة عام 1992 في السنغال وغيرهم. أما ابرز الوجوة المرشحة لخطف الاضواء يبرز الكاميروني جوزيف ديزيريه جوب 18 عاماً والمصري عبدالستار صبري الذي وقع عقداً للانتقال الى تيرول النمسوي بعد البطولة مباشرة، والجنوب افريقي بينيت ماكارثي لاعب اياكس الهولندي الذي انضم حديثا الى صفوف المنتخب وفرض نفسه منذ المباراة الاولى. وتعتبر استضافة بوركينا فاسو لهذا الحدث تحدياً كبيراً لقدراتها التنظيمية حيث ان البنى التحتية فيها دون الصفر ولا تملك الامكانات المادية التي كانت متوافرة في البطولة السابقة في جنوب افريقيا احدى الدول المرشحة لاحتضان كأس العالم 2006. وستكون البطولة جواز سفر بعض اللاعبين الى الاندية الاوروبية لأن معظمها اوفد كشافيه للتعرف على المواهب الجديدة في الملاعب الافريقية وابرز هذه الاندية برشلونة الاسباني ممثلاً بمدربه السابق الانكليزي الشهير بوبي روبسون. في حين اوفدت المنتخبات المشاركة في المونديال والتي تضم مجموعاتها منتخبات افريقية ممثلين عنها لمتابعة مستوياتها عن كثب. بوركينا - الكاميرون شاءت الصدف ان تخوض الكاميرون المباراة الافتتاحية ضد الدولة المضيفة للمرة الثانية على التوالي اذ سبق لها ان خسرت امام جنوب افريقيا قبل عامين ثم خرجت من الدور الاول. وتعلق بوركينا فاسو آمالاً عريضة على هذه المباراة وترى فيها المفتاح لولوج الدور ربع النهائي وهو الهدف الذي وضعه مدربها الفرنسي فيليب تروسييه الذي سيقود جنوب افريقيا في نهائيات مونديال فرنسا. وتسلم تروسييه المهمة قبل اشهر قليلة وهو الذي قاد منتخب نيجيريا الى مونديال فرنسا قبل ان يقال من منصبه. وكان المنتخب البوركيني في حالة يرثى لها بعد خسارته مبارياته الست بقيادة مدربه السابق في تصفيات مونديال فرنسا 98 بيد انه بدأ يتحسن تدريجيا بقيادة تروسييه الذي يطلق عليه لقب "الطبيب المشعوذ". وكان ابرز فوز حققته بوركينا في 27 كانون الاول ديسمبر الماضي على ساحل العاج بهدفين بمناسبة افتتاح ملعب بوبو ديولاسو 360 كلم عن واغادوغو. أما الكاميرون فتسعى الى استعادة مجدها الضائع وسيطرتها على العرش الافريقي كما فعلت في الثمانينات عندما احرزت اللقب مرتين عامي 84 و88 بفضل روجيه ميلا. وتريد الكاميرون محو الصورة التي ظهرت عليها في البطولة الاخيرة عندما خرجت من الدور الاول علما بانها من اكثر المنتخبات التي ساهمت في رفع مستوى الكرة الافريقية في المحافل الدولية لذا فان سمعتها على المحك في هذه البطولة. وقد بدأت استعدادات المنتخب الكاميروني مبكرا حيث خضع لمعسكر تدريبي لمدة اسبوعين في المانيا في غياب بعض اللاعبين الاوروبيين قبل ان يخوض مباراة ودية ضد انكلترا على ملعب ويمبلي الشهير في لندن خسرها صفر-2. ويملك مدرب الكاميرون جان مانغا اونغين افضل لاعب افريقي عام 1980 ميزة لأنه يعرف جميع لاعبيه جيداً اذ سبق ان اشرف عليهم في منتخب الشباب قبل فترة قصيرة. ويريد اونغين ان يثبت للاتحاد الكاميروني بانه جدير بقيادة منتخب في نهائيات مونديال فرنسا بعدما تردد ان الاخير يسعى الى التعاقد مع مدرب اجنبي. ويبدو عرين "الاسود الكاسرة" في ايادٍُ امينة اذ يحرسه المخضرم جاك سونغو ديبورتيفو كورونا الاسباني الذي خاض اول مباراة دولية له قبل 15 عاماً. ويمسك الخط الخلفي المدافع القدير ريبورت سونغ، اما مسؤولية تسجيل الاهداف فتقع على عاتق باتريك مبوما هداف الدوري الياباني برصيد 25 هدفاً والذي يعاني من اصابة طفيفة لن تمنعه على الارجح من المشاركة في مباراة اليوم.