يبدأ وزير الدفاع الأميركي ويليام كوهين الأحد المقبل جولة تشمل بلدان دول المجلس التعاون الخليجي، في ما يعتقد أنه خطوة لحشد تأييد لموقف واشنطن من الأزمة مع العراق، فيما أكد الرئيس بيل كلينتون أن بلاده "عازمة على حرمان العراق من سبل صناعة أسلحة دمار شامل والصواريخ كلها بشكل أو آخر". وأعرب كلينتون عن "التفاؤل"، بعد الاتصالات التي أجرتها وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت مع "أصدقائنا في الخليج وأوروبا وروسيا". وقال: "إن الاجماع الذي لمسته بالنسبة إلى ضرورة التزام العراق كل قرارات مجلس الأمن والسماح للمفتشين الدوليين على الأسلحة بدخول كل المواقع المشتبه فيها بحرية وبلا عقبات، أمر يدعوني للتفاؤل". وأضاف: "نحن نفضل جميعاً حلاً ديبلوماسياً حقيقياً. أريد أن أكرر ذلك لجميع الأميركيين: نحن نفضل جميعاً حلاً ديبلوماسياً حقيقياً. والوسيلة الوحيدة لمنع صدام من صنع أسلحة نووية وجرثومية وكيميائية هي ببساطة أن يستأنف المفتشون الدوليون عملهم بلا قيود". وأشاد كلينتون بأعمال اللجنة الدولية المكلفة إزالة أسلحة الدمار الشامل العراقية التي كشفت أسلحة دمار شامل ودمرتها أكثر مما دمرته حرب الخليج. وأطلع الرئيس الأميركي من وزيرة الخارجية العائدة من المنطقة على نتائج جولتها. وأجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس حسني مبارك للتداول في الوضع الراهن للأزمة مع العراق. كما ان أولبرايت اتصلت بوزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف للاستفسار عن تصريحات الرئيس بوريس يلتسن. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن ان أولبرايت اتصلت أيضاً بوزير خارجية فرنسا هوبير فيدرين للتشاور حول المبادرة الفرنسية. واعتبرت الإدارة الأميركية رغم رفضها للاقتراحات العراقية الأخيرة بفتح القصور الرئاسية أمام فرق التفتيش تحت ظروف معينة، إلى أنها ربما كانت إشارة بأن الحكومة العراقية قد بدأت الآن في الاعتراف بضرورة فتح مزيد من المواقع أمام المفتشين الدوليين. وقال الناطق باسم البيت الأبيض مايكل ماكوري ان ذلك يشكل إشارة إلى أنهم العراقيون قد بدأوا يتلقون الرسالة". وبدوره أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن أنه يبدو من خلال المقترحات العراقية الأخيرة بأن "العراقيين يتحركون نحو بعض الاعتراف بأن منع تفتيش ما يسمى المواقع الرئاسية لا يمكن المحافظة عليه. وهذا يظهر الحاجة إلى الصمود وإلى ضرورة المحافظة على تصميم" المجموعة الدولية وعلى وحدتها حتى "يتقيد النظام العراقي كلياً وبدون شروط بمتطلبات مجلس الأمن". ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية ان الجانب الفرنسي أبلغ الإدارة ان العراقيين يدرسون جدياً المقترحات الفرنسية. وتحدثت هذه المصادر عن نشاطات مكثفة سواء على الصعيد الديبلوماسي أو على صعيد الاستعدادات العسكرية رافضة الدخول في التفاصيل. إلى ذلك اذيع في واشنطن أ ف ب، رويترز ، ان وزير الدفاع الأميركي يبدأ الأحد جولة على دول مجلس التعاون الخليجي. وأوضحت مصادر في البنتاغون ان كوهين سيزور المانيا أولاً، ومن ثم يجول على السعودية ودولة الإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عُمان والكويت، وينتقل بعدها إلى موسكو. وقال مسؤول كبير في البنتاغون: "نحن جميعاً نفضل حلاً ديبلوماسياً، لكن يوجد احتمال اتباع منهج آخر. وهو كوهين يريد أن يتباحث في بعض الأمور مع أصدقائنا في المنطقة". يذكر ان أولبرايت زارت أخيراً الكويت والسعودية والبحرين، من غير أن تحصل على وعد بدعم القوات الأميركية لمهاجمة العراق من أراضيها. في بكين، كررت الصين معارضتها الشديدة لأي عمل عسكري ضد العراق خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الصيني كيان كيشين ونظيرته الأميركية مادلين أولبرايت. وذكرت وكالة "الصين الجديدة" أن كيان نقل أيضاً رسالة من الرئيس الصيني جيانغ زيمين تعبر عن قلقه العميق لتدهور الوضع في العراق. ووجه أيضاً عبر القنوات الديبلوماسية رسالة عاجلة إلى نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز دعا فيها بغداد إلى معاودة الحوار مع الأممالمتحدة بشأن مهمات المفتشين وخبراء نزع الأسلحة الكيميائية والجرثومية. في نيودلهي، قالت وزارة الخارجية الهندية ان رئيس الوزراء أندر كومار جوجرال بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يعتبر فيها ان استخدام القوة ضد العراق لن يؤدي سوى إلى تعقيد الموقف.