ازداد الكلام في العاصمة الاميركية، امس، حول امكانات قيام الولاياتالمتحدة بضربة عسكرية ضد العراق اذا لم يسمح للمفتشين الدوليين بالقيام بمهامهم بحرية وفي كل مكان. وسارع مسؤولون في الادارة الى تسريب ما مفاده ان لا علاقة بين الازمة الداخلية التي يواجهها الرئيس بيل كلينتون نتيجة فضيحة "مونيكا - غيت" وبين امكانات القيام بعمل عسكري ضد بغداد لابعاد الانظار عن مشاكل الرئيس الاميركي. وأكد هؤلاء ان الخطط والخيارات العسكرية كانت موجودة قبل ظهور الفضيحة. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان الاجتماع الذي عقده السبت الماضي كبار مستشاري الرئيس للشؤون الخارجية، وابرزهم وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ووزير الدفاع وليم كوهين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج بينيت ومستشار الرئيس لشؤون الامن القومي صموئيل بيرغر، ركز على درس السياسة التي ستعتمدها الادارة لمواجهة الرئيس صدام حسين بسبب رفضه تسهيل مهمة اللجنة الدولية الخاصة لنزع اسلحة الدمار الشامل، خصوصاً في ضوء تردد عدد من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن روسيا والصين في الموافقة على استخدام القوة. ونسبت الصحيفة الى مسؤول مجلس الامن القومي قوله ان الادارة ستمضي في "جولة ديبلوماسية، فانذار فعمل" وان العد العكسي لبدء العمليات العسكرية قد يبدأ بعد انتهاء عطلة عيد الفطر نهاية الاسبوع المقبل. وقال المسؤول ان المسألة تتعلق بأسابيع عدة وليس بأشهر أو بأيام. وكانت مصادر مطلعة ذكرت ان الوزيرة اولبرايت تدرس امكان قيامها بجولة جديدة في الشرق الاوسط في اطار سعي الادارة الى احياء السلام، وان هذه الجولة قد تتوسع لتشمل مشاورات لها مع الدول الصديقة في المنطقة للبحث في الخيارات المطروحة. وتردد ايضاً امكان قيام وزير الدفاع كوهين بجولة في المنطقة ايضاً للهدف نفسه. وتحدثت الصحيفة عن وجود اجماع بين كبار مستشاري الرئيس على ان الرئيس العراقي لن يلتزم ابداً مطالب الاممالمتحدة تدمير اسلحة الدمار الشامل، وان السبيل الوحيد هو استعمال القوة لتدمير امكاناته. وكشفت ان الادارة ستبدأ الاسبوع المقبل حملة لدى الحلفاء وداخل الكونغرس تحضيراً للخيار العسكري. والجدير بالذكر ان الرئيس كلينتون كان صرح الاسبوع الماضي بأن الديبلوماسية وصلت الى طريق مسدود وان الخيار العسكري قد يكون البديل في نهاية الطريق.