قال الرئيس الروسي بوريس يلتسن انه "لن يسمح" للأميركيين بضرب العراق وحذر مجدداً من حرب عالمية، لكنه أعرب عن تفاؤله في شأن "انحسار" الازمة، مؤكداً انه تلقى انباء "مشجعة" من بغداد من دون ان يكشف تفصيلات، فيما قالت وزارة الخارجية الروسية ان "سيناريو القوة ... ما زال قائماً". وأبلغ يلتسن امس، صحافيين ايطاليين دروساً لمناسبة زيارته لروما الاثنين المقبل: "لن نسمح بضربة اميركية" للعراق، مؤكداً انه ابلغ ذلك الى نظيره الاميركي بيل كلينتون، وقال له: "كلا لصيغة القوة وهذا مستحيل لأنه يعني حرباً عالمية". ولم يوضح الرئيس الروسي كيفية منع واشنطن من القيام بعمل عسكري ضد العراق لكنه قال ان روسيا "صمدت بقوة" وتمسكت بموقفها وحصلت على دعم من فرنسا وايطاليا. وأشار الى ان موقف لندن "متردد"، مشيراً الى ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وعده بالامتناع عن ارسال مزيد من المعدات العسكرية الى المناطق المحيطة بالعراق. وفي هذا الاطار ذكر الناطق باسم الخارجية الروسية غينادي تاراسوف ان موسكو "لن تتخذ اجراءات عاجلة" رداً على قرار كلينتون زيادة عدد القوات الاميركية في الخليج، لكنه حذر من ان العمل العسكري "سيؤدي الى عواقب وخيمة ... تخرج عن اطار المنطقة". وأعرب يلتسن عن تفاؤله بحل للأزمة. وقال ان "الذروة قطعت ... وأخذت الامور تنحسر" لكنه اضاف انه لا يستطيع الجزم بأن "كل شيء يسير على ما يرام ولن يحصل تفجر جديد" للأزمة. واعتبر موافقة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الاشراف على موضوع التسوية "امراً بالغ الاهمية" وقال ان انان "وافق على موقفنا". وفي لقاء آخر مع متدربين روس عشية مغادرتهم للدراسة في الخارج، قال يلتسن انه تلقى صباح أمس اتصالاً هاتفياً من العراق واضاف "كل شيء حصل في صورة ممتازة". ولم تقدم الدائرة الصحافية للكرملين اي توضيحات في شأن الجهة التي خاطبها يلتسن او "ما حصل" في بغداد حيث يجري نائب وزير الخارجية فيكتور بوسوفاليوك محادثات مع القادة العراقيين. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن ناطق باسم وزارة الخارجية ان بوسوفاليوك يتفاوض في شأن "ترتيبات فحص واطلاع" في ثمانية قصور رئاسية. وأضاف انه "من المبكر الحديث عن تحول جدي" في الموقف العراقي. ويناقض هذا التصريح ما كان اعلنه سيرغي ياسترجيمبسكي السكرتير الصحافي ليلتسن عن موافقة بغداد على فتح المواقع الرئاسية. وفي مقابل تفاؤل الرئيس الروسي ذكر الناطق باسم الخارجية ان خطر تطور الاحداث وتنفيذ سيناريو القوة "ما زال قائماً". وقال ان الاميركيين "لا يتقبلون كثيراً" الخطوات السياسية والديبلوماسية. ودعا الى عدم استباق الامور وتحاشي الحديث عن ان استخدام القوة غدا امراً مستبعداً. على صعيد آخر طالب زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي فلاديمير جيرنيوفسكي باتخاذ موقف داعم للعراق وارسال منظومات متطورة للدفاع الجوي من طراز "سي - 300" و"س - 400" بهدف "اغلاق الاجواء العراقية" ومنع اي قصف جوي اميركي، ودعا الى اعلان حال الطوارئ في القطعات الروسية المرابطة في شمال القوقاز. وبمبادرة من جيرنيوفسكي من المقرر ان تتوجه الى بغداد يوم الاحد طائرة تقل مواد طبية.