في تصعيد للأزمة بين ايطاليا والولايات المتحدة حول مسؤولية طائرة حربية اميركية عن سقوط مصعد تليفيريك ومقتل 20 متزلجاً في منتجع كافاليزا، قال رئيس الجمهورية الايطالي اوسكار لويجي سكالفرو: "الويل اذا كانت هذه المأساة نتيجة العاب كانت تقوم بها الطائرات الحربية الاميركية". وأضاف سكالفرو في خطاب القاه مساء أول من أمس الاربعاء في احد الاحتفالات بمدينة ساليرنو الجنوبية ان "تحليق الطائرة الاميركية كان خارج كل الحدود والقواعد المرعية، وان ماحدث يفوق التصور لهذه المأساة التي استخدم فيها البعض اساليب مرعبة لا تحترم حياة الآخرين". وفي تطور جديد لملابسات الحادث، رفض الطيارون الاميركيون الاربعة الذين كانوا على متن الطائرة المتورطة في الحادث، الاجابة على اسئلة وكيل النيابة العام في اقليم ترينتو الذي حاول امس استجوابهم في مقر القاعدة العسكرية في افيانو. وعزز موقفهم استياء السلطات القضائية والرأي العام في ايطاليا لجهة عدم وجود صلاحية لدى روما لاستجوابهم. وفضل الطيارون الاميركيون الصمت في انتظار لجنة تحقيق اميركية يرجح ان ترافق وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الذي قرر الاشراف مباشرة على التحقيقات في الحادث الذي وقع في منتجع التزلج شمال شرقي ايطاليا. وأكد وزير الدفاع الايطالي بنيامينو اندرياتا ان الطائرة الاميركية كانت تحلق على علو منخفض للغاية ما يخالف كل القواعد المتفق عليها والتي تحدد عمليات التحليق بارتفاع ادنى قدره 500 قدم 150 متراً. من جهة اخرى، اكد رئيس اقليم ترينتو كارلو اندريوتي انه سبق وارسل طلباً في 22 آب اغسطس 1996 الى كل من رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والمواصلات، يطالبهم بالتدخل السريع لوضع حد لطيران الطائرات الاميركية الحربية فوق المناطق السكنية في الاقليم حيث لا تحترم الطائرات القواعد المتفق عليها، ولا المستلزمات الاساسية لسلامة المواطنين، وذلك بانتهاكاتها المستمرة بالتحليق تحت الحد الادنى المتفق عليه. واجمع المواطنون في تلك المناطق القريبة من القواعد الجوية الاميركية على ان الطائرات الحربية تمارس لعب توب - كن، وانهم شاهدوا في وقت الحادث طائرتين كانت احداها تحلق على علو منخفض محاولة العبور تحت اسلاك مصعد التلفيريك في ما يشبه الالعاب البهلوانية. وانحاز وزير المواصلات الايطالي اومبيرتو رانييري الى حزب اعادة التأسيس الشيوعي في موقفه المطالب بضرورة اغلاق القواعد الجوية الاميركية. كما أعلن عديد من قادة حزب اليسار الديموقراطي الذي يعتبر اكبر الاحزاب السياسية المشتركة في "تحالف الزيتون" الحاكم، عن تأييدهم لمواقف حزب اعادة التأسيس، وهو الامر الذي احدث انقساماً في صفوف حزب اليسار الديموقراطي بشأن الدعوة الى اغلاق القواعد والانسحاب من حلف شمال الاطلسي. ووصف زعيم حزب التحالف الوطني المعارض الفاشية الجديدة جان فرانكو فيني مطالب الشيوعيين ومن يؤيدهم في حزب اليسار الديموقراطي وجماعات الخضر، بانها "مواقف ستالينية" وأعرب عن استنكاره لمثل هذه المطالب.