وعلى الصعيد الديبلوماسي، نقلت صحيفة جزائرية عن مصادر رسمية أن وزير الخارجية أحمد عطاف قد لا يجتمع مع نظيره البريطاني روبن كوك في لندن لأن الحكومة الجزائرية تُلقي بجانب كبير من اللائمة على بريطانيا في افساد حوارها مع الاتحاد الاوروبي. وذكرت صحيفة "الوطن" ان قوات الأمن قصفت قاعدة للمتمردين في منطقة بوحنيفة في ولاية معسكر غرب الجزائر ثم اقتحمتها الاثنين الماضي في عملية أسفرت عن مقتل 19 مسلحاً. وأشارت صحيفة "الخبر" إلى أن عشرة متمردين قتلوا يومي الاثنين والثلثاء في عمليات عسكرية أخرى في البليدة والبويرة قرب العاصمة. وكانت أنباء عن تعرض مئات من سكان غليزان لمذابح في أوائل كانون الثاني يناير الماضي قد سلطت الأضواء على الأزمة الجزائرية المستمرة منذ ست سنوات ودفعت الاتحاد الاوروبي إلى ارسال وفد للجزائر. وأبلغت الجزائر الاتحاد الاوروبي أنها ستواصل الحوار معه. وأعلن الاتحاد ان عطاف سيزور لندن في وقت لاحق للقاء كوك الذي تشغل بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. لكن صحيفة "لو ماتان" نقلت أمس عن مسؤولين جزائريين ان عطاف ربما تخلى عن الفكرة، لأن السلطات الجزائرية تعتبر موقف بريطانيا جزءاً من المشكلة. ونقلت "لو ماتان" عن المسؤولين قولهم: "تقود بريطانيا الحوار بين الجزائر والاتحاد الاوروبي إلى طريق مسدود". وأضافت ان السلطات تعتبر إصرار كوك على فتح حوار واسع يشمل الجبهة الاسلامية للإنقاذ المحظورة تدخلاً في شؤون الجزائر. وترفض الحكومة الجزائرية مطالب الاتحاد الاوروبي بأن تسمح بتحقيق دولي في المذابح. وهي تريد أن يتركز الحوار والاتصالات مع الاتحاد على وقف نشاط المتشددين الاسلاميين في الخارج وتعزيز التعاون الاقتصادي. وذكرت "لو ماتان" ان الجزائر لن تقدم في ما يبدو على اجراء حوار جاد مع الاتحاد الاوروبي خلال عام 1998، لأنه ليس هناك اقتناع قوي برئاسة الاتحاد هذا العام. وأضافت نقلاً عن المصادر الرسمية: "لا تتوقع الجزائر أيضا كثيراً من النمسا التي ستشغل الرئاسة التالية، إذ تتسم بعدم الالمام التام بمشاكل الجزائر والعالم العربي، بل والعالم الثالث بصفة عامة". ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أمس الاربعاء عن سفير الجزائر في واشنطن رمضان العمامرة قوله إن الموقف الأمني تحت السيطرة. وقال: "لا يشكل الارهاب خطراً على الأمن القومي الآن وان كان لا يزال يمثل تحدياً كبيراً للأمن العام في بعض المناطق". وتشير تقديرات غربية إلى مقتل أكثر من 65 ألف شخص منذ عام 1992 عندما ألغت السلطات انتخابات عامة حقق الاسلاميون تقدماً كبيراً فيها.