توصّل مكتب المجلس الشعبي الوطني، بالاتفاق مع الحكومة ورؤساء ست كتل برلمانية على تحديد يوم الجمعة المقبل موعداً للمناقشة العامة في شأن الوضع الأمني في الجزائر. وجاء الاتفاق بعد مشاورات مكثفة بين مكتب المجلس وبين رؤساء الكتل البرلمانية والحكومة. وفيما اقترحت الحكومة الخميس موعداً للمناقشة، اقترح رؤساء الكتل البرلمانية السبت. إلا ان مكتب المجلس استطاع ان يوفق بين الاقتراحين بتحديد يوم الجمعة. ولم تتفق الأطراف الثلاثة بعد على طريقة اجراء المناقشات والمدة المخصصة للتدخلات. ويرجح ان توزع المدة الزمنية المخصصة للأسئلة على الكتل البرلمانية وفق نسبة التمثيل في المجلس الشعبي. وقالت مصادر برلمانية لپ"الحياة" ان هناك ثلاثة محاور سيركز عليها النقاش: أولاً، فشل السياسية الخارجية الجزائرية في رد الهجمات على الجزائر، ومحاولات التدخل في شؤونها الداخلية. وسيقوم السيد احمد عطاف، وزير الخارجية، بالاجابة عن تساؤلات النواب. ثانياً، عدم قدرة الاعلام الجزائري على عكس ما يجري في الجزائر، وابتعاده عن الواقع، وتجاهله للوضع الأمني. وسيقوم السيد حبيب حمراوي، وزير الاتصال الاعلام، بالرد على هذه التساؤلات. ثالثاً، الوضع الاقتصادي وخطر الدخول في جدولة ثالثة في آذار مارس المقبل بسبب انخفاض سعر البترول، وتقديرات الحكومة. وسيتولى الاجابة عن هذه الأسئلة وزراء عدة. ولا تستبعد مصادر برلمانية ان يتعرض بعض النواب الى "الاتفاق" الذي تردد انه تم التوصل اليه مع "الجيش الاسلامي للانقاذ" والأطراف المشاركة فيه. الى ذلك ا ف ب - ذكرت الصحف الجزائرية أمس الثلثاء ان أربعة عمال ذبحوا ومثل بجثثهم الأحد الماضي في منطقة المدية على بعد ثمانين كيلومتراً من الجزائر العاصمة، وأن قوات الأمن تمكنت من قتل 34 اسلامياً مسلحاً. وكتبت صحيفتا "الخبر" و"لوماتان" ان العمال الأربعة الذين تراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً قتلوا في وضح النهار بينما كانوا يعملون في كرم للعنب في تابوزة، ثم فخخت جثثهم. وخطف اثنان من زملائهم ايضاً. وذكرت "الخبر" ان مدنياً جرح نتيجة اطلاق قذيقة من صنع محلي على مدينة الأغواط في جنوب البلاد. وأشارت الصحيفة نفسها، من جهة أخرى، الى ان عشرة اسلاميين مسلحين قتلوا في عملية قام بها الجيش في منطقة مفتاح قرب سيدي حامد التي كانت أخيراً مسرحاً لمجزرة سقط فيها 151 قتيلاً ونحو خمسين جريحاً. وعثر الجيش في المنطقة التي جرت مداهمتها على "مركز طبي" يحوي أدوية وتجهيزات طبية أخرى فضلاً عن ثياب وأغطية كانت قد سرقت من سيدي حامد. وتابعت الصحيفة نقلاً عن "الوطنيين"، وهم مدنيون مسلحون يساندون القوات النظامية، انه تم العثور ايضاً على ذخائر وعلى وثائق تدعو الى "الجهاد" مذيلة بتوقيع "أمير" الجماعة الاسلامية المسلحة في مفتاح، وكذلك على أشرطة تسجيل لخطب تدعو الى قتل المدنيين. من جهة أخرى، أفادت صحيفة "لاتريبون" ان قوات الأمن عثرت في اليوم نفسه وفي المنطقة نفسها على خمسين كيلوغراماً من البارود و500 كيلوغرام من الكبريت في مخبأ بقرية صغيرة تدعى حوش محيي الدين. وأشارت "لوماتان" ان حراس القرى و"الوطنيين" في البرواقية قرب المدية قتلوا يوم الأحد أيضاً عشرين اسلامياً مسلحاً. لكن الصحيفة لم تعط أي ايضاحات اضافية. وتحدثت الصحف ايضاً عن مصرع اثنين من الاسلاميين في سيدي بلعباس في الغرب واثنين آخرين في الاعوانة قرب جيجل في الشرق، وأسر واحد في تلمسان. وأشارت الصحف من جهة أخرى الى ان الجيش واصل الاثنين هجومه على قاعدة للجماعات الاسلامية في رغاية. وأشارت "لوماتان" أول من أمس الى مصرع 60 اسلامياً في هذه العملية، فيما تحدثت "الخبر" اليوم عن مصرع 36 منهم ومحاصرة خمسين آخرين.