قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جميل الحجيلان "ان شعوب دول مجلس التعاون من أكثر الشعوب العروبية تعاطفاً مع الشعب العراقي". وذكّر الحجيلان في تصريحات أدلى بها الى "الحياة" في باريس بأن هناك "علاقات انسانية عريقة ووثيقة بين دول مجلس التعاون والعراق لأنه الأكثر قرباً منها"، وأن التعاون بين هذه الدول والعراق "قديم" وهناك "مصالح اقتصادية متبادلة والكثير من سكان نجد الذين هاجروا في الماضي توجهوا الى العراق، واستقروا في الزبير والبصرة وبغداد". وشدد على أن غزو الكويت "ترك بلا شك آثاراً نفسية عميقة لدى شعوب دول مجلس التعاون، إذ كان بالنسبة اليهم صدمة كبيرة، خصوصاً أن هذه الشعوب تدرك وتعي ان دول مجلس التعاون، أثناء الحرب العراقية - الايرانية وفي المرحلة التي اختلّت فيها موازين القوى، ألقت بثقلها من أجل الدفاع عن كيان العراق، فالمملكة العربية السعودية فتحت خزائنها وموانئها وكذلك الكويت. وأشار الى أن السعودية "دفعت ثمن ذلك، لأن العلاقات الايرانية - السعودية عانت من هذا الموقف أمنياً وديبلوماسياً، والجميع يعلم ان فتنة الحرم التي اندلعت سنة 1987 كانت من ممارسات الضغط التي قامت بها ايران لدفع السعودية الى إعادة النظر بدعمها للعراق. وكذلك الكويت، إذ تعرض الشيخ جابر لمحاولة اغتيال وكاد يفقد حياته، فيما قتل خمسة من حراسه نتيجة هذا الموقف الداعم للعراق، ولذا فعندما غزا العراقالكويت كانت الصدمة كبيرة". وبالنسبة الى العقوبات قال الحجيلان: "انها مفروضة من الاممالمتحدة وأن على العراق ان يتصرف ازاء لجنة نزع اسلحة الدمار الشامل بطريقة لا تثير الشكوك ولا تفتح ابواب الذرائع، وأن يتعامل معها بطريقة واقعية، حتى ينتهي عمل هذه اللجنة، فكلما تعامل العراق بأسلوب يدعو للشك فإنه يعطي فرصة لدعاة تجديد العقوبات". وذكّر بأن مجلس التعاون رحب بتوسيع القرار حول "النفط مقابل الغذاء" كما أيّد الاتفاق الاخير بين الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان والعراق، "ولكن يجب ان يتعامل العراق بشكل جاد مع اللجنة حتى ينتهي الامر". وعمّا اذا كانت العقوبات يمكن ان ترفع في وجود صدام حسين في الحكم وهو ما لا يرضي الاميركيين، قال الحجيلان: "ان القول بأن العقوبات ستبقى سارية على العراق طالما أصرّت الولاياتالمتحدة على ذلك ينطوي على مبالغة، فهناك مجلس أمن يضم خمسة أعضاء دائمين وهناك رأي عام عربي وخليجي، وإذا توفرت القناعة عند الشرعية الدولية بأن العراق قد وفى بكل الالتزامات فإن اميركا لا تستطيع أن تعارض ذلك. والمهم ألا يعطي العراق ذريعة لأولئك الذين يبحثون عن تمديد العقوبات". وأشار الى موقف ثابت لمجلس التعاون، وهو "رفض البحث في قضية شرعية أنظمة الحكم، وفي احدى المناسبات قيل ان على العراق ان يغيّر النظام فاعتبر المجلس ان ليس من حق أيّ كان التدخل فيه، فقضية الأنظمة قضية داخلية، ولا يمكن الخوض فيها. والمشكلة ليست في شخص صدام حسين وإنما في سياسته، تجاه شعبه وتجاه الدول المجاورة". وعن تباين مواقف دول مجلس التعاون وزيارة وزير الخارجية القطري للعراق، قال الحجيلان ان هذه الزيارة "ليست مستغربة فهناك سفارة لقطر في العراق وسفارة للعراق في الدوحة. فالديبلوماسية لم تنقطع وذهاب وزير خارجية قطر للعراق ينطلق من أمله في إمكان إقناع المسؤولين العراقيين بالمزيد من المرونة، وهذا ليس خروجاً عن الموقف الخليجي العام، فدول مجلس التعاون متفقة حيال القضايا الاساسية".