هافانا - أ ف ب - حطم الرئيس الكوبي فيديل كاسترو الثلثاء في هافانا رقمه القياسي اذ القى كلمة استغرقت سبع ساعات و15 دقيقة امام 595 نائباً انتخبوه رئيساً لولاية جديدة من خمس سنوات. وبدأ الخطاب القياسي الثلثاء الساعة الخامسة والنصف بالتوقيت المحلي ولم ينته الا في الساعة الثانية عشرة من اليوم التالي بالشعار المألوف: "الاشتراكية او الموت، الوطن أو الموت، سننتصر". ثم تمنى كاسترو للنواب "يوماً طيباً". فردوا بضحكة جماعية. وكان كاسترو 71 عاماً القى بعد وصوله الى السلطة عام 1959 خطاباً استمر سبع ساعات بحسب الكاتب غابرييل غارسيا ماركيز. واعتبر ماركيز ان هذا الخطاب "رقم قياسي عالمي". وتناول كاسترو في خطابه الثلثاء مواضيع شتى، من حروب الاستقلال الكوبية الى رفضه اي انتقال الى الرأسمالية مروراً بالبغاء و"الافساد" الذي تسببه محطات التلفزيون الغربية، وطفولته في الريف. كذلك تحدث كاسترو عن زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لكوبا وعن احزمة العفة والعذرية والاجهاض والنظام الانتخابي الكوبي. وعندما بلغ الوقت الدقيقة الخامسة والعشرين بعد منتصف الليل طمأن كاسترو النواب قائلاً: "لا تنظروا الى ساعاتكم... لقد شارفت على الانتهاء". وتدخل شقيقه راوول مازحاً: "امامك خمس دقائق بعد لتبلغ سبع ساعات" وأجاب الرئيس الملتحي "انا سعيد جداً لذلك". وقال قبل ان يمضي في خطابه "اشعر أني مرتاح جداً ولا ينتابني اي تعب". وقبل ان ينهي كلمته حرص على ان يعتذر من النواب "اذا كنت اتعبتكم فلا تؤاخذوني. اردت ان افكر قليلاً معكم". وكان الخطاب الاخير لكاسترو استمر ست ساعات و40 دقيقة في الثامن من تشرين الاول اكتوبر الماضي في افتتاح المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي الكوبي امام 1500 مندوب و250 مدعواً. وكان كاسترو انتخب بالاجماع وجدد النواب ال 595 الحاضرون في الجمعية الوطنية للحكم الشعبي البرلمان الكوبي المؤلف من 601 مقعد انتخاب القائد الاعلى فيديل كاسترو روز رئيساً لمجلس الدولة ورئيساً لمجلس الوزراء. ويتولى الرئيس الكوبي هذين المنصبين منذ استحداثهما في 1976. ومنذ اطاحة ديكتاتورية فولغنسيو باتيستا في 1959 كان كاسترو رئيساً للوزراء. وكان المندوبون الى المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي الكوبي الحزب الوحيد ثبتوا كاسترو في تشرين الاول اكتوبر الماضي في منصب الامين العام الاول للحزب الحاكم حتى نهاية هذا القرن ومطلع القرن المقبل. وفي نهاية ولايته الجديدة، سيتمكن الرئيس الكوبي من التباهي بأنه تحدى ستة رؤساء اميركيين على الاقل. وكانت اطاحة النظام الشيوعي الكوبي واحداً من الاهداف الثابتة للسياسة الخارجية الاميركية خلال اربعين عاماً. اما راوول، شقيق كاسترو وخليفته المعين فأعيد انتخابه، في الخامسة والستين من عمره، نائباً اول لرئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء باجماع اعضاء البرلمان ايضاً. وثبته المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي الكوبي في منصب الامين العام الثاني وعزز مواقعه في اجهزة الحزب. وعقدت الجمعية الوطنية للحكم الشعبي التي انتخب في 11 كانون الثاني يناير الماضي الثلثاء جلستها الاولى وثبتت ريكاردو الاركون رئيساً لها. ويعقد النواب الكوبيون الذين ينتخبون لفترة خمس سنوات جلستين عامتين سنوياً تستغرق الواحدة منهما يوماً واحدا.