من يدخل موقع مايكروسوفت في شمال افريقيا WWW.microsoft.com/northafrica يجد في استقباله شعار مايكروسوفت يرحب به في شمال افريقيا بالفرنسية ويقدم له الاخبار المتعلقة بنشاط المؤسسة في تلك المنطقة التي تعتقد مايكروسوفت ان اللغة لن تكون عائقاً امام توسيع تسويق برامجها على رغم وجود نسبة غير صغيرة من القرصنة. وكانت مايكروسوفت دشنت منذ فترة عملية فصل في المنطقة العربية بين الشرق الاوسط وشمال افريقيا في خطة استهدفت ربط دول المغرب العربي تجارياً مع دول جنوب الصحراء بعد ان كانت قبل شهور تابعة لمركز الشركة في الامارات العربية المتحدة. وقال احمد الشامي المدير الاقليمي للشركة في شمال غرب افريقيا انطلاقاً من الدار البيضاء "قررت مايكروسوفت دمج تلك المنطقة لكون دولها تستخدم اللغة الفرنسية ما يسهل عملية الحملات الدعائية وخطة التسويق"، واعتبر ان ادارة فروع السينغال وساحل العاج من المغرب اجدى تجارياً ومالياً وتقنياً من ادارتها انطلاقاً من جنوب افريقيا كما كان الامر سابقاً بفعل القرب الجغرافي ورحلات الطائرات المتوفرة من الدار البيضاء. وانشأ فرع مايكروسوفت في المنطقة منذ مطلع العام الجديد نظاماً جديداً للاستشارة الفنية والحلول الاتصالية اطلق عليه Microsoft Consulting Services يجمع دول المغرب العربي وبقية الدول الافريقية جنوب الصحراء الناطقة بالفرنسية وهو موجه للشركات الصغرى والمتوسطة الراغبة في تطوير تكنولوجية معالجة المعلومات وتنظيم حلقة ربط الفروع، وبامكانها الاستفادة من خدمات ألف متخصص تابعة للشركة متوزعين على 30 بلداً. غير ان خطة مايكروسوفت تتجاوز اطار اللغة وتصنيف المناطق، فشمال افريقيا بالنسبة اليها حقلاً خصباً لتوسيع استخدام انترنت خاصة في المغرب الذي يضم نحو 12 ألف مشترك وحوالى 40 شركة لتوفير خدمة الربط بالشبكة. وهي لذلك تسوق نظام ويندوز محملاً ببرنامج اكسبلورر الذي يتيح تصفح صفحات انترنت بالنسبة للمستخدمين العاديين، لكنها تسوق كذلك تطبيقات اخرى لها علاقة بانترنت مثل مايكروسوفت باك اوفيس للشركات الصغيرة الذي يتيح عدداً من الحلول الاتصالية من خلال استخدام مايكروسوفت انترنت انفورميشن سيرفر 3.0 الذي يمكن انجاز مواقع خاصة بالشركات، وكذلك برنامج Front Page 97 الذي يمكن المبتدئين من انشاء مواقع وسائط متعددة خاصة بهم على الشبكة من خلال استخدام التقنيات الجديدة المتوافرة في برنامج وورد 97 الذي يمكن من اضافة الصور والفيديو والموسيقى على النص المكتوب. ويمكن لمن يقتني جهاز بي سي حالياً ان يحصل على حزمة اوفيس 97 من مايكروسوفت تتضمن Outlook لادارة المواعيد والعناوين والرسائل الالكترونية، والنسخ الجديدة من اكسيل وورد وبويربوانت واكسس وغيرها. لكن اهم ما في الحزمة انها تقوم على محورية الاتصال الخارجي Internet - intranet، وامكانية انشاء مواقع Webs خاصة من خلال تحويل صفحات Html الى مواقع يطلع عليها الجميع في انترنت. كما يُوفر نظام البرمجة من ويندوز تكنولوجية Webcasting التي تتيح اشعار المستخدم بالتغيرات الحاصلة في بعض الواقع التي يكون قد حددها سلفاً، أو استمرار تصفح بعض الصفحات حتى بعد وقف الارتباط بالشبكة. غير ان مايكروسوفت التي تكاد تقضي على ما تبقى لماكنتوش من حظوظ في اسواق شمال افريقيا على رغم طرح نظام تشغيل OS8 متأخراً، لا تقدم بدائل متطورة لمستعملي اللغة العربية من الصعوبة تحصيل برنامج التشغيل المدعومة بالعربية تلك الموجة لمنطقة الشرق الاوسط اساساً، وتبقى الاستفادة من حزمة اوفيس محدودة للغاية في مجال اقامة مواقع بغير الحروف اللاتينية. وقد تكون مايكروسوفت نفسها تجاهلت ان بعض الفرانكفونيين في المنطقة يعارضون انترنت للأسباب نفسها التي تقدمها فرنسا، اي الخوف من الذوبان في الثقافة الأنكلوساكسونية، وهو ما يفسر محدودية تلك المواقع اذا قيست بما هو متوافر بالانكليزية وما يقدمه مواطنون من شمال افريقيا في مواقع لهم في الشبكة الاميركية. ولتجاوز هذا تنظم السفارة الفرنسية في عدد من الدول في المنطقة مسابقة لانجاز افضل موقع فرنسي على انترنت حددت لها عدداً من الجوائز الثمينة وهو موجه للشباب وغير المهنيين في محاولة للتقليل من السيطرة الانكليزية في الشبكة. وعاينت "الحياة" في محلات بيع الكومبيوتر بي سي في الدار البيضاء والرباط ان انظمة التشغيل المشحونة على الاجهزة الحديثة لا تتضمن دعم اللغة العربية اي انها الاجهزة نفسها الموجهة للدول الافريقية جنوب الصحراء الواردة عبر فرنسا، الى درجة ان اصحاب المحلات يفاجئون بالتساؤل عن وجود العربية في برنامج التشغيل فهم يعتقدون ان من يقتني الاجهزة سيستعملها لاغراض مكتبية وباللغة الفرنسية، وهم ينصحون بشحن ويندوز 3X القديم الذي يحتمل النص العربي جنباً الى جنب مع ويندوز 95 أو إن تي. والمعروف عن النظام السابق المعتمد على برمجة دوس وبيك انه بات متخلفاً ولا يساير العصر وغير مجد في خدمات انترنت وهو أقرب الى نظام ماكنتوش 6 الذي ظهر قبل عقد من الزمن، بل حتى الصحف العربية لن يكون باستطاعتها اقامة مواقع في الشبكة من خلال ما تتيحه حزمة اوفيس 97 وانترنت اكسبلورر وما يفسر محدوديتها محلياً حيث لا تجد سوى صحيفة "الانباء" التابعة للحكومة المغربية على شبكة انترنت في مقابل نحو عشر صحف بالفرنسية. فهل تجهل مايكروسوفت ان المنطقة المغاربية تستعمل العربية كما هو حال الشرق الاوسط ام ان الصراع الفرنسي - الاميركي "تكنولوجياً" على المنطقة يبرر وجود اكسبلورر ويلغي العربية؟، وتلك قصة اخرى لم يتعرض لها بيل غيتس بعد في مفهوم تصنيف المناطق الجغرافية وانظمة التشغيل وهو يتحدث في موقعه عن مشاكله المحلولة مع القضاء الاميركي وتلك التي لا تزال تنتظر الحل.