لندن - رويترز - حجبت الازمة العراقية قراراً اتخذه الاتحاد الاوروبي هذا الاسبوع بتطبيع العلاقات مع ايران في تحد غير مباشر لسياسة الولاياتالمتحدة في احتواء الجمهورية الاسلامية. وتقول دول الاتحاد انها تعتزم اثارة تأييد ايران المزعوم للارهاب وجهودها لامتلاك اسلحة للدمار الشامل وعدائها لعملية السلام في الشرق الاوسط في محادثاتها مع ايران لكنها تريد تشجيع مؤشرات الاعتدال في السياسة الخارجية لإيران. كما تحرص شركات أوروبية على الاستفادة من فرص التعامل مع هذه الدولة الاستراتيجية المنتجة للنفط التي تشكل سوقا واعدة قوامها 60 مليون مواطن. ورحب وزير الخارجية الايراني كمال خرازي بخطوة التطبيع بأن وصفها "تحقيق تفهم أفضل من جانب الاتحاد الاوروبي لوضع ايران المهم والدور الذي يمكن أن تلعبه كرئيس لمنظمة المؤتمر الاسلامي". ولكن التحرك الاوروبي ربما ينذر بخلاف جديد عبر الاطلسي في شأن العلاقات مع ايران. وستعلن وزارة الخارجية الاميركية قريباً ما اذا كانت صفقة لتطوير حقول الغاز في ايران وقعتها شركة "توتال" الفرنسية وقيمتها بليونا دولار، تخضع للعقوبات التي فرضها قانون أميركي بمعاقبة اي شركة أجنبية تزيد استثماراتها في صناعة النفط والغاز الايرانية عن 20 مليون دولار سنوياً. ويقول محللون انه على رغم ان شركتي "بريتش بيتروليوم" و"رويال داتش شل" فتحتا مكاتب في طهران، فإن لهما مصالح أكبر في الولاياتالمتحدة من مصالح توتال ولذلك فإنهما حريصتان على عدم التعرض للمخاطرة بعقوبات اميركية اذا استثمرتا في ايران على المدى القصير. وكان متوقعاً صدور القرار في شأن "توتال" في منتصف شباط فبراير ولكن تقرر تأجيله حتى لا يثير أزمة بين الغرب في وقت كانت تسعى واشنطن للحصول على تأييد أوروبي في المواجهة مع العراق. وقال ديبلوماسي أوروبي بارز: "بعد انتهاء الازمة العراقية في الوقت الحاضر فانني أتوقع ان تعلن واشنطن ان صفقة توتال تخضع للعقوبات ولكنها تؤجل تحديد نوع العقوبات التي ستفرضها". والدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تتخذ موقفاً موحداً من رفض أي محاولة لواشنطن لفرض قانون أميركي على شركات أوروبية تعمل في دول ثالثة مما يمهد الطريق لاشتعال حرب تجارية ما لم يتكمن الطرفان عبر الاطلسي من حل المشكلة. ويقول مسؤولون اميركيون ان القضية الحقيقية ليست تطبيق قوانين اميركية في دول خارجية في مقدار ما هو موضوع احتواء "دولة مارقة" يقولون انها تحاول الاضرار بعملية السلام بين العرب واسرائيل وتعمل على تطوير أسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية وصواريخ تحملها.