للمرة الأولى منذ بدء الأزمة بين العراق والأمم المتحدة، وفي اشارة قوية الى مدى الذعر الذي يجتاح الاسرائيليين، دعت الأجهزة الأمنية جميع الاسرائيليين الى الحصول على الاقنعة الواقية من الغازات السامة وشراء المواد اللازمة لاغلاق الغرف. فيما شرعت لجنة وزارية خاصة درس امكان البدء فوراً بتوزيع الأدوية المضادة لمرض "الجمرة الخبيثة الانتراكس". ودعا ضباط كبار في ما يسمى "الجبهة الداخلية" خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة امس جميع الاسرائيليين الى الحصول على كمامات واقية جديدة بدلاً من تلك التي في حوزتهم. وأعلنوا فتح 13 مركزاً جديداً لتوزيع الكمامات "على مدى 24 ساعة" ابتداء من يوم أمس في المناطق المختلفة. وخصص مجلس الوزراء الاسرائيلي اجتماعه للاستماع الى سيل من التقارير عن مدى جاهزية "الجبهة الداخلية" لاحتمال تعرض اسرائيل لقصف صاروخي عراقي في حال توجيه الولاياتالمتحدة ضربة عسكرية الى بغداد. وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي في الجلسة ان الولاياتالمتحدة ستسلم اسرائيل في الأيام المقبلة ثلاث بطاريات صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ، مشيراً مجدداً الى "الاحتمالات الضئيلة جداً" لتعرض اسرائيل لهجوم صاروخي. ودعا موردخاي الاسرائيليين الى قصر المناقشات في شأن توزيع الأدوية المضادة على الناس داخل الدوائر المعنية. وفي هذا الاطار، شرعت أمس لجنة وزارية اسرائيلية خاصة في مقر وزارة الدفاع تل أبيب في درس خطة لتوزيع الأدوية الطبية المضادة لمرض "الجمرة الخبيثة" المعروفة بپ"الانتراكس" وسط جدل صاخب داخل المجتمع الاسرائيلي عن مدى تأثير هذا الاجراء على معنويات الاسرائيليين. وبثت الاذاعة ان ضباطاً كباراً في "الجبهة الداخلية" يؤيدون توزيع هذه المضادات فوراً في منطقتي تل أبيب وسط وحيفا شمال، خصوصاً بعدما توافرت الكميات المطلوبة واللازمة لجميع السكان. وأعلن رئيس بلدية القدس الاسرائيلي أيهود اولمرت رفضه توزيع المضادات الطبية منتقداً أداء الحكومة في ما يتعلق بالاستعدادات المبالغ فيها لاحتمال وقوع قصف صاروخي عراقي على اسرائيل. ونصح اولمرت، الذي شغل منصب وزير الصحة في العام 1991، الحكومة بتحاشي اطلاق التصريحات الدراماتيكية التي "من شأنها اثارة الذعر في صفوف الاسرائيليين"، داعياً الى التحلي بپ"ضبط النفس ورباطة الجأش". إلا ان المسؤول الاسرائيلي دعا في الوقت ذاته المواطنين الفلسطينيين في القدسالمحتلة الى ابدال الأقنعة الواقية، معلناً فتح ثلاثة مراكز جديدة لتوزيعها في احياء سكنية يهودية. وجدد كبار الضباط والمسؤولين العسكريين تأكيداتهم للاسرائيليين ان "الاحتمالات ضئيلة" لتعرض الدولة العبرية لهجوم عراقي، وذلك ضمن المحاولات المستمرة لطمأنة الشارع الاسرائيلي الذي هزته تصريحات المسؤولين انفسهم بأن الرئيس صدام حسين سيلجأ الى ضرب اسرائيل في حال تعرض وجوده الشخصي للخطر. وانتقد مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو دعوة كنداوالولاياتالمتحدة ديبلوماسييهما الى مغادرة اسرائيل فوراً. وحمل هؤلاء على الطريقة "العلنية" التي تمت بها الدعوة والتي "لم تأخذ في الاعتبار مشاعر الاسرائيليين".