أعلنت اسرائيل حال الطوارئ في صفوف قواتها التي نشرت بطاريات مضادة للصواريخ من نوع "باتريوت" تحسباً لقصف صاروخي عراقي محتمل على الدولة العبرية. وعلت أصوات اسرائيلية تطالب واشنطن بشن هجوم بري على العراق، فيما قتل فلسطيني وجرح 12 آخرون خلال صدامات عنيفة مع الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية التي شهدت تظاهرات احتجاجاً على قصف العراق. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الدولة العبرية "خارج هذا الصراع" مع العراق، في حين وجد الفلسطينيون في الاعلام الاميركية التي رفعت خلال زيارة الرئيس بيل كلينتون لأراضي الحكم الذاتي مادة لتنفيس غضبهم على الهجوم الاميركي الذي استهدف العراق، فأحرقوا ما وقعت عليه ايديهم منها. وخرج الفلسطينيون في تظاهرات حاشدة منذ ساعات الصباح أمس في معظم المدن الفلسطينية، منددين بالقصف الاميركي - البريطاني على العراق، وتحول بعض التظاهرات الى مواجهات عنيفة مع القوات الاسرائيلية خاصة في مدينة بيت لحم حيث أصيب العديد من المواطنين برصاص الجيش. وهتف المتظاهرون "الموت لأميركا، الموت لاسرائيل... كلينتون اذهب الى مونيكا ودع الشعب العراقي وشأنه". وقال أحد المتظاهرين لپ"الحياة": "يريد كلينتون ان يغطي فضائحه بقصف الشعب العراقي". ودعت السلطة الفلسطينية الى وقف فوري للهجوم على العراق وحل الأزمة معه بالطرق السلمية. وقال الأمين العام لرئاسة الوزراء الفلسطينية أحمد عبدالرحمن: "يجب وقف العدوان الثنائي غير المبرر على العراق". ودعا الى قمة عربية فورية لمطالبة الولاياتالمتحدة بوقف هجومها. الى ذلك، دعت قيادة الجبهة الداخلية الاسرائيلية، الاسرائيليين الى التزود بالأقنعة الواقية من الغاز في مراكز فتحت على مدار الساعة. وقال نتانياهو ان "اسرائيل خارج هذا الصراع وفي كل الاحوال سنأخذ الاحتياطات اللازمة للدفاع عن أنفسنا في اطار امكاناتنا التي يعرفها الجميع". واعتبر نائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي دان حلوتس ان "احتمالات تعرض اسرائيل لقصف صاروخي عراقي ضئيلة جداً" واشار الى ان الاحتمال الوحيد لإطلاق هذه الصواريخ يكمن في ما "إذا أحدق خطر حقيقي بصدام شخصياً، ومن هنا قررنا اتخاذ كل الاجراءات والتدابير الأمنية وكذلك تحضير الجبهة الداخلية". وتابع ان لدى العراق عدداً من منصات اطلاق الصواريخ وعشرات الصواريخ التي يمكن ان يطلقها باتجاه الدولة العبرية، الا انه استبعد حدوث ذلك. وعلت أصوات اسرائيلية مطالبة الولاياتالمتحدة بشن هجوم أرضي على العراق وعدم الاكتفاء بالقصف الجوي. وقال النائب الاسرائيلي من حزب العمل المعارض افرايم سنيه ان على الولاياتالمتحدة ان تستمر في هجومها حتى اسقاط صدام و"إذا لم يتمخض الهجوم الاميركي عن سقوط صدام فهذا يعرض اسرائيل لخطر كبير". وكان التلفزيون الاسرائيلي أفاد الأربعاء ان وزير الدفاع اسحق موردخاي قرر عقد اجتماع منتصف الليل لخلية أزمة من أجل تقويم الوضع بعد الانفجارات القوية التي سمعت في بغداد. وأفادت الشبكة الثانية في التلفزيون ان نتانياهو أبلغ بعد ظهر أول من أمس بحتمية الضربة الاميركية للعراق.