واشنطن - رويترز - وجه الرئيس بيل كلينتون رسالة الى العالم العربي مساء أول من أمس خصصها لوصف الموقف الأميركي من الأزمة الحالية مع العراق. وشدد كلينتون على ان الحل الديبلوماسي يقتضي ان يوافق الرئيس صدام حسين على عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل كما حددتها القرارات الدولية، وان أي اخلال عراقي بهذا الالتزام ستلجأ الولاياتالمتحدة الى القوة لفرضه. وقال: "اما ان يتحرك صدام والا نتحرك نحن". وفي ما يأتي ترجمة غير رسمية لنص الرسالة كما وزعتها وكالة "رويترز": "لم يعان شعب على يدي الرئيس صدام حسين أكثر من الشعب العراقي نفسه. تأثرت جداً بمحنتهم مثلما تأثر آخرون كثيرون حول العالم. وبسبب عدم التزام صدام حسين قرارات الأممالمتحدة استمرت العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة في نهاية حرب الخليج لمنعه من اعادة بناء قوته العسكرية. وكنتيجة لذلك يعاني الشعب العراقي. انهم العراقيين ضحايا لرفض صدام التزام القرارات التي وعد باحترامها… وتؤيد الولاياتالمتحدة بقوة توصية الأمين العام للأمم المتحدة بزيادة كمية النفط التي يمكن ان يبيعها العراق الى أكثر من الضعفين في مقابل الغذاء والدواء وامدادات انسانية اخرى. وسنعمل بجد للتأكد من ان تلك الأموال تستخدم لمساعدة مواطني العراق العاديين… تهدف سياستنا منذ حرب الخليج الى منع صدام من تهديد منطقته من العالم. لا نزاع لنا مع الشعب العراقي الذي يرث حضارة تبعث على الفخر والذي يعاني منذ سنوات طوال تحت حكم صدام. منذ البداية… سمحت العقوبات الهادفة الى حرمان صدام حسين من الأموال لاعادة بناء آلته العسكرية بدخول الغذاء والدواء الى العراق. وقادت الولاياتالمتحدة الطريق لمحاولة التأكد من ان العراق لديه موارد ليدفع ثمن الأغذية والأدوية… في العام 1991 شجع مجلس الأمن الدولي، بقيادتنا، العراق على بيع بترول ليسدد ثمن تلك الامدادات الانسانية المهمة. رفض صدام حسين العرض لأربع سنوات، مختاراً بدلاً من ذلك ان يدع شعبه يعاني. وما كان لديه من موارد لم يذهب لرعاية شعبه وانما لتعزيز جيشه واخفاء اسلحته للدمار الشامل وبناء قصور مترفة لنظامه. في عام 1995 قادت أميركا جهداً جديداً لمساعدة الشعب العراقي. بعد رفض الاقتراح لمدة عام، قبل صدام أخيراً قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 986 الذي يسمح ببيع النفط في مقابل الغذاء. ثم انهمك عندئذ في تأخير وتعقيد بيروقراطي لعام آخر قبل ان يسمح بسريان القرار… ربما الأسوأ ان صدام أخر مراراً وعمداً ضخ النفط مما أعاق شحنات الغذاء والدواء للشعب العراقي. ورغم ذلك تمكن المجتمع الدولي من توصيل أكثر من ثلاثة ملايين طن من الغذاء للشعب العراقي… وبينما يحرم صدام شعبه من الاغاثة من الخارج فإنه يقمعهم في الداخل وأخمد بوحشية انتفاضات الشعب العراقي بعد حرب الخليج وهاجم أربيل في عام 1996 وجفف المستنقعات في جنوبالعراق. أولويات صدام واضحة على نحو مؤلم… عدم الاهتمام بمواطنيه وانما بناء أسلحة للدمار الشامل واستخدامها، ليس مرة وانما مراراً في الحرب المروعة التي خاضها العراق مع ايران وليس فقط ضد مقاتلين وانما ضد مدنيين وليس فقط ضد خصم اجنبي وانما أيضاً ضد شعبه… وقد وجه صواريخ سكود ضد رفاقه العرب والمسلمين في ايران والمملكة العربية السعودية والبحرين… انه يحاول الآن تخليص العراق من المفتشين الدوليين الذين انجزوا مهمة رائعة في كشف الأسلحة المخبأة وتدميرها… تلك الأسلحة التي وافق هو نفسه عام 1991 على الافادة عنها وتدميرها… اذا سمح لصدام باعادة بناء ترسانته من دون منع فلن يكون أي من أطفال المنطقة بمأمن… أميركا تعمل بجد لايجاد حل ديبلوماسي لهذه الأزمة التي خلقها صدام. أرسلت وزيرة خارجيتي مادلين أولبرايت ووزير دفاعي وليام كوهين وسفيري لدى الأممالمتحدة حول العالم فعلياً للعمل مع أصدقائنا وحلفائنا. اذا كان هناك طريق لحل ذلك سلماً سنتابعه حتى النهاية… لكن من أوروبا حتى الخليج الفارسي اتفق الجميع على جوهر المسألة. يجب ان يسمح صدام لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة باكمال مهمتهم بالدخول الحر الكامل الى أي مواقع يشتبهون بأنها تخفي مواد أو معلومات يشتبهون بعلاقاتها ببرامج أسلحة الدمار الشامل العراقية… هذا ما وافق صدام عليه كشرط لانهاء حرب الخليج عام 1991. لا أحد يريد استخدام القوة. لكن اذا كان صدام يرفض الوفاء بتعهداته للمجتمع الدولي فيجب ان نكون على استعداد للتعامل مباشرة مع التهديد الذي تشكله تلك الأسلحة على الشعب العراقي… وعلى جيران العراق وباقي العالم… اما ان يتحرك صدام والا سنتحرك نحن. صدام نفسه يفهم ان المجتمع الدولي يعطي لأرواح الشعب العراقي أولوية أكبر مما يفعل هو. هذا سبب استخدامه لنساء وأطفال أبرياء كدروع بشرية ليخاطر بما نهتم به، الأرواح البشرية، لحماية ما يهتم به، أسلحته… اذا ثبتت ضرورة القوة لحل هذه الأزمة فسنفعل كل شيء نستطيعه لمنع ايذاء الناس الأبرياء. لكن لا يجب الخطأ بشأن ذلك فصدام يجب ان يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل اصابة تنتج… ولأقول لكل أصدقائنا العرب والمسلمين ان أميركا تريد ان ترى مستقبلاً من الأمن والازدهار والسلام لكل شعوب الشرق الأوسط. نريد ان نرى الشعب العراقي حراً من الحرب والقمع المستمرين اللذين كانا بصمة لنظام صدام… نريد ان نراهم يعيشون في دولة تستخدم ثروتها ليس لتعزيز ترسانتها وانما لرعاية مواطنيها ومنح أطفالها مستقبلاً أكثر اشراقاً هذا ما سنواصل العمل من اجله وما يستحقه شعب العراق"