هدد رئيس الوزراء البوسني حارث سيلايجيتش بالاستقالة إذا لم يتمخض قرار التحكيم حول مستقبل مدينة برتشكو عن إعادتها إلى الاتحاد الفيديرالي البوسني. وأعلن حارث سيلايجيتش أنه قرر التخلي عن منصبه "إذا تجاهل قرار التحكيم حول مستقبل مدينة برتشكو العدالة التي تحتم إلحاق المدينة بالاتحاد البوسني". وأوضح سيلايجيتش في تصريح نقله تلفزيون ساراييفو أمس الجمعة أن بقاء برتشكو خارج الاتحاد الفيديرالي المسلم - الكرواتي: "سيكون صدمة قوية لاحترام حقوق الإنسان البوسني يفرض على المسؤولين المسلمين جميعاً التخلي عن مسؤولياتهم في أجهزة الدولة، بما في ذلك عضو هيئة الرئاسة علي عزت بيغوفيتش الذي كان هدد أيضاً بالاستقالة انطلاقاً من هدفهم بتوحيد البوسنة - الهرسك". وأضاف ان هناك اتجاهاً إلى اعطاء وضع خاص لبرتشكو في إطار دولة البوسنة - الهرسك "لكن مثل هذا القرار سيكون ظالماً ومنتهكاً للعدالة أيضاً، لأنه لا يعيد المدينة إلى وضعها قبل الحرب، حيث كان المسلمون يشكلون غالبية سكانها وهم يرغبون ان تكون مدينتهم ضمن أراضي الاتحاد الفيديرالي". وكان زعماء صرب البوسنة على اختلاف اتجاهاتهم أعلنوا أن فصل برتشكو عن كيان الجمهورية الصربية "سيعيد الحرب بين الأطراف البوسنية". وسيّر البوسنيون تظاهرات في أربع مدن في الاتحاد الفيديرالي أمس مطالبين باستعادة برتشكو. وكان في مقدم تظاهرة سارت في ساراييفو، بيغوفيتش وسيلايجيتش. ويذكر أن الحقوقي الأميركي روبرت أوين الذي يتولى التحكيم في شأن عائدية برتشكو، يمسك بزمام القرار النهائي الذي من المقرر أن يصدر في كانون الثاني يناير المقبل. من جهة أخرى، يمثل قائد الفيلق الخامس لجيش صرب البوسنة الجنرال راديسلاف كرستيتش بعد غد الاثنين أمام المحكمة الدولية في لاهاي بخصوص جرائم الحرب المنسوبة إليه. وتتعلق الاتهامات الموجهة إلى كرستيتش بالتسبب في قتل وفقدان أكثر من 8 آلاف مسلم من سكان سريبرينيتسا.