ركز رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان محادثاته مع ضيفه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح على تطورات الأزمة بين العراقوالأممالمتحدة والتهديدات الأميركية بتوجيه ضربة عسكرية ضد العراق. وقد وصل الرئيس اليمني، الذي قطع زيارته لأندونيسيا بسبب التطورات في الأزمة الراهنة بين العراقوالأممالمتحدة، إلى أبو ظبي مساء أمس وأجرى على الفور محادثات مع الشيخ زايد تركزت على تقويم مواقف الأطراف من الأزمة وتطوراتها. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان الرئيسين شددا على اعطاء الحل الديبلوماسي الفرصة الكافية لنزع فتيل الأزمة والوصول إلى حل يضمن تطبيق العراق قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة والسماح للمفتشين الدوليين بالقيام بالمهمة الموكلة إليهم مع الحفاظ على وحدة العراق وسيادته وكرامته. وأضافت ان الرئيسين أجريا تقويماً لمهمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في بغداد، واعتبرا ان هذه المهمة على جانب كبير من الأهمية ويجب التعامل مع نتائجها بكثير من الجدية والمسؤولية من جانب جميع الأطراف المعنية، وذلك في ضوء وجود مؤشرات ايجابية عن مهمة أنان في بغداد ومحادثاته مع المسؤولين العراقيين. وعلمت "الحياة" من مصادر في الوفد اليمني أن الرئيس صالح اطلع الشيخ زايد، الذي كان على رأس مستقبليه في مطار أبو ظبي، على نتائج زياراته للصين وماليزيا وأندونيسيا، والمحادثات التي أجراها مع زعماء وكبار المسؤولين في هذه الدول ومواقفها من القضايا العربية الراهنة وفي طليعتها تطورات الأزمة بين العراقوالأممالمتحدة ومسيرة السلام في الشرق الأوسط. وقالت هذه المصادر ان الرئيسين بحثا في مسألة التضامن العربي "في إطار جهود اليمن لإعادة التضامن بين الدول العربية وترميم العلاقات العربية - العربية، كذلك في ضوء دعوات الشيخ زايد المتكررة إلى عودة التضامن بين الدول العربية والتكاتف بين جميع هذه الدول لنصرة قضاياها المصيرية وطي صفحات الماضي بما فيها من خلافات". ووصفت المصادر نفسها زيارة الرئيس صالح لأبو ظبي بأنها "مهمة"، نظراً إلى أن العلاقة بين الرئيسين والبلدين "متميزة ومتطورة" كما ان هناك تقارباً في وجهات النظر حيال القضايا الراهنة خصوصاً الازمة بين العراقوالأممالمتحدة. وأقام الشيخ زايد مأدبة عشاء امس تكريماً لضيفه الرئيس صالح حضرها كبار المسؤولين في الامارات والوفد المرافق للرئيس اليمني. يذكر ان الشيخ زايد ناشد اول من امس، القيادة العراقية التجاوب الكامل مع الأمين العام للأمم المتحدة لتجنيب العراق ضربة عسكرية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وحذر جميع الاطراف من اشتعال الحريق في المنطقة لأن احداً لا يعرف متى تنتهي. وقالت مصادر اماراتية مطلعة ان الرئيس اليمني مدّد زيارته لأبو ظبي بناء على طلب الشيخ زايد بعدما كان مقرراً لها أن تستمر ساعات عدة فقط، الامر الذي أتاح لهما اجراء متابعة دقيقة لمختلف التطورات في الأزمة. ولفتت المصادر الى ان زيارة الرئيس صالح لأبو ظبي تهدف الى تبني موقف عربي والدعوة الى تحرك عربي جماعي لانهاء الازمة او وقف تداعياتها باتجاه التصعيد. وقالت المصادر ان الرئيس اليمني ايد افكاراً طرحها الشيخ زايد بشأن بلورة موقف عربي جماعي من الازمة ورؤيته بأن هذه الأزمة ستكون لها انعكاسات على العلاقات بين الشرق والغرب وعلاقات الثقة والتعاون التي تربط المنطقة بالغرب، اضافة الى انعكاساتها على قضية السلام في الشرق الأوسط. ولفتت المصادر الى ان زيارة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح لأبو ظبي جاءت بناء على طلبه، وذلك بعد تصريح الشيخ زايد صباح الجمعة عن تطورات الازمة بين العراقوالأممالمتحدة والذي حمل مواقف تحمل جميع الاطراف مسؤولياتها في وضع حدّ للتصعيد واللجوء الى الحل السياسي والديبلوماسي.