طغت قضية انهيار اسعار النفط على الاجواء المحيطة بانعقاد القمة الخليجية ال 19 التي بدأت اعمالها في ابو ظبي مساء امس، الى جانب الحديث عن امكان عقد قمة عربية تحضر لها الجامعة العربية اذا تلقت اشارة بذلك من القادة العرب، وقرب حدوث انفراج في ازمة لوكربي، والتحذير من آثار ازمة جديدة يفتعلها العراق مع اللجنة الدولية المكلفة بإزالة اسلحة الدمار الشامل العراقية "اونسكوم" الى جانب قضايا اقليمية وعالمية أخرى. وبرزت قضية اسعار النفط في مقدم الاولويات التي سيواجهها قادة دول مجلس التعاون الست. واكدت مصادر خليجية ان السعودية اكبر منتج ومصدّر للنفط في العالم ستدعو دول المجلس الى تشكيل مجموعة اقتصادية ونفطية يكون لها موقف موحد وقوي من المفاوضات الدولية وتلقي بثقلها في القرارات المهمة في الاسواق النفطية. وتقول المصادر ان السعودية ستدعو الى تشكيل تجمع يضم اكبر ثماني دول منتجة ومصدّرة للنفط من داخل اوبك وخارجها، تسهم بتصدير 90 في المئة من الامدادات النفطية الى السوق العالمية يكون له تأثير مباشر في دعم اسعار النفط بعدما عجزت "اوبك" في السنوات الماضية عن دعم اسعار النفط بمفردها. وأكد الدكتور عصمت عبدالمجيد الامين العام لجامعة الدول العربية ان قمة ابو ظبي فرصة جيدة لتوحيد جهود دول مجلس التعاون في مجال تحديد اسعار النفط. قال "ان دول المجلس تستطيع الالتقاء على سياسة واحدة ورأى واحد في مجال الاقتصاد حيث ان منطقة الخليج تمثل ثقلاً اقتصادياً يجب ان يحسب له الف حساب". من جهة اخرى اكد عبدالمجيد الذي شارك في افتتاح قمة ابو ظبي استعداد الجامعة العربية في الاعداد الفوري لعقد قمة عربية شاملة. وقال "اذا ارادت القيادات العربية عقد قمة شاملة فان الجامعة العربية جاهزة، وانه كأمين عام رهن الاشارة للبدء بالتحضير لها. واضاف "ان التحديات التي تواجه العرب كثيرة وان قمم مجلس التعاون دليل على التضامن العربي"، ودعا الى "ضرورة النظر للمستقبل واخذ العبر والدروس من الماضي حتى لا تتكرر الاخطاء مثل كارثة حرب الخليج الثانية وغيرها من الاخطاء السابقة". وتمنى عبدالمجيد "ان ترفع المعاناة عن الشعب العراقي وان يعود هذا الشعب الى مكانه الطبيعي وسط أمته العربية وان تنفذ الحكومة العراقية قرارات مجلس الامن وما هو مطلوب منها حتى تعود للشعب العراقي حريته". وأثار حضور عبدالمجيد والامين العام للامم المتحدة كوفي أنان والدكتور عزالدين العراقي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي ونيلسون مانديلا رئيس جنوب افريقيا للقمة الخليجية معظم القضايا العربية والدولية الراهنة قبل مناقشتها في الجلسات المغلقة. وعقد ضيوف القمة الخليجية اجتماعات ثنائية في ما بينهم ولقاءات مع عدد من قادة دول الخليج والامين العام لمجلس التعاون السيد جميل الحجيلان سلّطت الاضواء على عدد من القضايا شملت، الى ازمة اسعار النفط وعقد قمة عربية، الوضع في العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط وازمة لوكربي والوضع في الكونغو. وفي هذا الاطار اجتمع انان مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات وبحث معه التطورات الدولية الراهنة وخصوصاً الوضع في العراق. كما اجتمع مع امير دولة البحرين الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وقدم له الشكر على التسهيلات التي تقدمها البحرين لفرق التفتيش الدولية العاملة في العراق. واجتمع انان مع الحجيلان وعبدالمجيد والعراقي. وعلم ان البحث بين انان ومانديلا تركز على نتائج اجتماع الامين العام للامم المتحدة مع الزعيم الليبي الزعيم العقيد معمر القذافي والوضع في جمهورية الكونغو الديموقراطية. كما تطرّق انان خلال لقائه والعراقي الى الوضع في افغانستان وكوسوفو. وأكد الامين العام للأمم المتحدة أنان في أبو ظبي أمس "اننا نمشي في الطريق الصحيح لتسوية مشكلة لوكربي"، مشيراً الى "ان الليبيين لديهم طريقتهم الخاصة للتشاور في ما بينهم وان القيادة ستستشير الشعب لاتخاذ قرار في شأن قضية لوكربي وطريقة اعلانه". وكشف بيان صدر عن مكتب انان وزع في ابو ظبي ان الامين العام للامم المتحدة اجرى اتصالاً هاتفياً مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت وهو في طريقه الى ابو ظبي عرض خلاله نتائج محادثاته مع القيادة الليبية. وتوقع انان بأن يتم طرح الموضوع خلال المؤتمر الشعبي العام الذي سيعقد اليوم. كما اجتمع انان مع الرئيس مانديلا وابلغه نتائج محادثاته مع القذافي والمسؤولين الليبيين في شأن قضية لوكربي، والوضع في جمهورية الكونغو الديموقراطية في ضوء الاجتماعات الجانبية التي عقدت خلال القمة الافريقية - الفرنسية الاخيرة في باريس. كلمة أنان غير ان أنان الذي ركز على ازمة لوكربي في لقاءاته الجانبية لم يتناول هذه القضية في كلمته امام القمة، انما شدد على الوضع في العراق. واشار الى توقيعه مذكرة التفاهم في شباط فبراير الماضي مع القيادة العراقية. وقال: "كنا نأمل بأن يكون في ذلك حلّ نهائي للأزمة". واضاف ان العراق اعلن عدم تعاونه مع "اونسكوم" الامر الذي يزيد من مدى العقوبات المفروضة عليه في الوقت الذي "كنا نأمل جميعاً بنهاية الازمة ورفع المعاناة عن الشعب العراقي". واكد ان "العراق يتحمل مسؤولية استمرار العقوبات". وقال ان اتفاق واي ريفر يعتبر "انجازاً مهماً بعد مرحلة من الترقب والتوجس والخوف من انهيار عملية السلام"، وأضاف: "اننا ندرك ان دول الخليج منزعجة للتأخير في تطبيق اتفاق واي ريفر وتطالب اسرائيل بتطبيق الاتفاقات واستئناف المفاوضات مع سورية ولبنان". واعرب عن امله في تطبيق كل الاتفاقات واستئناف المفاوضات على جميع المسارات. كما طالب الاطراف المعنية بعدم الانجراف وراء احداث العنف التي ينفذها اعداء العملية السلمية وتركيز الجهود لايجاد حل دائم في الشرق الاوسط. ونادى بتحسين ظروف الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية ودعم منظمات الأممالمتحدة التي تقدم المساعدات للفلسطينيين، وقال "اننا نستلهم من دول الخليج التزامها حل القضايا الاقليمية حلاً سلمياً". ونوه بسياسة الامارات وحرصها على استمرار علاقاتها مع ايران واستيعابها لاعداد كبيرة من الايرانيين، خصوصاً التجار منهم. واعرب عن امله بتسوية المشاكل بين دول المنطقة بالحوار وعدم اللجوء الى تكديس الاسلحة في المنطقة.