ذكرت مصادر في بعثة الاممالمتحدة "المينورسو" امس ان عدد المسجلين في قوائم تحديد الهوية المتحدرين من اصول صحراوية بلغ اكثر من 30 ألفاً منذ معاودة استئناف العمليات في الثالث من كانون الاول ديسمبر الماضي من اصل 40 ألفاً تمت دعوتهم الى التسجيل في قوائم الاستفتاء. وبذلك يصل عدد المسجلين منذ بدء عملية حصر الصحرايون في آب اغسطس 1994 الى ما يزيد على 90 ألفاً. ولاحظت مصادر "المينورسو" ان مركز العيون يعتبر في مقدم المكاتب لجهة عدد المسجلين فيه، في حين ان مركز الزويرات، شمال موريتانيا، الاضعف لجهة الاقبال. في غضون ذلك زادت حدة الانتقادات التي يوجهها شيوخ قبائل صحراوية مساندة للمغرب، لمحاولات حرمان المنتسبين اليها من التسجيل في القوائم. وقال شيوخ ينتسبون الى قبائل صحراوية ان صبرهم نفد ازاء محاولات منع اشخاص يتحدرون من اصول صحراوية من التسجيل في قوائم تحديد الهوية. وجاء في بيان اصدره شيوخ صحراويون حصلت عليه "الحياة"، ان الرفض الممنهج يمس الحقوق الثابتة لطالبي التسجيل الذين يتقدمون امام لجنة تحديد الهوية ويستجيبون للمعايير التي اقرتها الاممالمتحدة. واتهم هؤلاء مراقبي "بوليساريو" بأنهم كانوا وراء تعليق عمليات تحديد الهوية في مكاتب عدة. ووجهوا نداء الى الاممالمتحدة والى السلطات المغربية قالوا فيه "حكمتنا مكّنتنا لحدّ الآن من تهدئة الخواطر لان اعضاء قبائلهم يشعرون انهم مُهانون في كرامتهم. غير ان صبرهم ليس بلا حدود". وابلغ شيوخ واعيان من قبيلة "ازوافيط" الصحراوية رئيس لجنة تحديد الهوية روبن كينلوك رفضهم دمج المنتسبين اليها في قوائم قبائل اخرى، واكدوا ان قبيلة ازوافيط شكلت القوة العسكرية المتخصصة في حماية تجار بقية القبائل الصحراوية عبر المحور التجاري الرابط بين منطقة شنيقط ومدينة مراكش منذ القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي. واشاروا الى ان هذا الدور العسكري للقبيلة تجلى كعامل استراتيجي في بلورة المعطيات السياسية والاثنية التي تسمح بقراءة تاريخ المنطقة بتحديد معالمها، وان القبيلة ظلت تقوم - حتى حدود نهاية القرن التاسع عشر - بدورها المتمثل في خفر القوافل عبر الساقية الحمراء الى حدود أرض اولاد دليم في وادي الذهب، مبرزين ان هذه الحقيقة تنفي في شكل تام اقتصار القبيلة على مجالها شمال وادي درعة "لأنها كانت مطالبة بحماية سكانها بين القبائل بالحضور المستمر ضمن سياق التنافس السياسي في الصحراء". وأكد شيوخ قبيلة ازوافيط انه يجب التركيز على التقارير السرية للضباط الاسبان والفرنسيين خلال الثلاثينات والاربعينات والخمسينات من هذا القرن، وكذلك على مونوغرافيات هؤلاء الضباط ابتداء ببول مارتي من 1914 الى فانسون مونتاي سنة 1948 مروراً بلاشاييل 1930 وكذلك كاروبا باروخا وغيرهم ممن تركوا مونوغرافيات عديدة. وقالوا ان هذه المونوغرافيات تؤكد في شكل قاطع الحضور الفعلي لقبيلة ازوافيط في منطقة الساقية الحمرء الى حدود تيرس وهو معطى يؤكد الدور السياسي والاقتصادي والعسكري للقبيلة. وجددوا رفضهم الخلط الذي أدى الى دمج قبيلتهم ضمن مجموعة قبائل اخرى من خلال "اشراف شيخ غريب عن قبيلتنا ولا ينتسب اليها على عملية تحديد الهوية". وحملوا رئيس اللجنة مسؤولية العواقب الوخيمة والخطيرة التي قد تنتج عن عدم الاستجابة لمطالبهم التي "تعتبر تلبيتها شرطاً لا حياد عنه قصد تحديد هويتهم". وأكدوا ان "التمسك بهويتهم وبضرورة تلبية مطالبهم قد يصل الى الامتناع عن المشاركة في الاجراءات الخاصة بالاستفتاء". في غضون ذلك يواصل موفد الأمين العام للأمم المتحدة السفير تشارلز دانبار محادثاته مع الاطراف المعنية للبحث في تعثر عمليات تسجيل الصحراويين. ونقل عنه تفاؤله بامكان التغلب على الصعوبات. وفي هذا الاطار، اشارت مصادر صحراوية الى تزايد الخلافات داخل "بوليساريو" في شأن التعاطي مع تطورات الصحراء. ووردت امس معلومات عن لجوء قياديين بارزين في "بوليساريو" الى خارج المخيمات في مقدمهم البشير مصطفى السيد وزير الخارجية السابق ل "الجمهورية الصحراوية" الذي يُقال انه غير مرتاح لإبعاده عن مسؤولية ادارة العلاقة مع بعثة "المينورسو" في شأن الاعداد لاستفتاء الصحراء.