تظاهر مئات من المغاربة المتحدرين من أصول صحراوية أمام مراكز تحديد الهوية في مدن العيون والداخلة وكلميموطانطان، احتجاجاً على رفض تسجيلهم في قوائم الاقتراع. وقالت مصادر المينورسو في المحافظات الصحراوية ان روبير كينلوك رئيس لجنة تحديد الهوية اجتمع مع ممثلين من قبائل ايت يوسة الذين طالبوا مجلس الأمن تشكيل لجنة تحقيق تضم عدداً من المنتمين الى القبائل الصحراوية للبحث في الخلافات القائمة. وعزا هؤلاء استبعادهم من التسجيل في الاحصاء الاسباني الذي جرى عام 1974 الى موقفهم من مناهضة الاستعمار الاسباني وقتذاك، خصوصاً ان الوثائق التاريخية تؤكد ان مجال تحرك قبيلة ايت يوسة التي يتحدر منها 60 الف شخص يتركز في المحبس والجديرية والفارسية وبير لحلو في المحافظات الصحراوية. واجتمع اعيان قبيلة ايت يوسة في العيون مع ايريك يانسن الممثل الخاص المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الذي أكد ضرورة تسجيل كل أعضاء هذه القبيلة في قوائم الناخبين التي ستضيفها لجنة تحديد الهوية. ويطالب أعيان قبيلة ايت يوسة ان يعاملوا بمثابة قبيلة معنية بشكل تام وان تجري عملية تحديد هوية المنتمين اليها بمعزل عن التجمعات القبلية الأخرى. الى ذلك تظاهر نحو 300 شخص من قبيلة ايت يوسة أمام مركز تحديد الهوية للمطالبة بحقهم في تحديد هويتهم، ورفعوا لافتات يطلبون فيها تعيين شيوخ ينتمون الى قبيلتهم. الداخلة وطانطان وفي الداخلة تجمع أكثر من مئة شخص أمام مركز تحديد الهوية وسلموا رسالة الى رئيس المركز يوضحون فيها رفضهم الاستماع الىهم من قبل شيوخ لا ينتسبون الى قبيلتهم. وفي طانطان نُظم تجمع آخر القى خلاله السيد اخلهن المومن عضو المجلس الاستشاري الملكي الخاص بشؤون الصحراء كلمة عرض فيها تاريخ قبيلته ومجال تنقلها في الصحراء. كما طالب بحق كل المتحدرين من قبيلة ايت يوسة في المشاركة في الاستفتاء. وأوضح رئيس مركز تحديد الهوية السنغالي اليوسيني للمتظاهرين الذين لم يكن لنشاطهم أي تأثير على سير عمليات تحديد الهوية ان رسالة احتجاجهم أبلغت الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان. وتجمع نحو مئة شخص أمام مركز تحديد الهوية في كلميم رافعين لافتات كتب عليها "قبيلة ايت يوسة تحتج على التمييز الذي وقعت ضحيته وتطالب باصلاح الخطأ". وكان وزير الداخلية المغربي ادريس البصري اجتمع أول من أمس مع نانسي يوديربيك السفيرة المساعدة للولايات المتحدة في الأممالمتحدة، ويعتقد ان محادثات الجانبين ركزت على تطورات نزاع الصحراء، والموقف ازاء العراقيل التي تواجه عمليات تحديد الهوية. وكان موفد الأمين العام للأمم المتحدة تشارلز دنبار اجتمع في وقت سابق مع المسؤولين المغاربة قبل ان يتوجه الى تيندوف ثم موريتانياوالجزائر ضمن أول جولة له في المنطقة بعد تعيينه في منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء. بريق أمل ورأت مصادر مغربية ان الزيارة الحالية للسفير تشارلز دنبار الى الصحراء الغربية تحمل بريق أمل في امكان تجاوز الصعوبات التي تعتري عمليات تحديد الهوية، التي تهدد خطة الاستفتاء برمتها. ومرد ذلك ان تعثر هذه العمليات ينعكس سلباً على مضمون التسوية التي وافق عليها المغرب وجبهة بوليساريو، وكذلك الجزائروموريتانيا من خلال اتفاقات هيوستن، لأنه من دون الاتفاق على القوائم النهائية للأشخاص المتحدرين من أصول صحراوية يصعب انجاز أي من الاجراءات ذات الصلة، خصوصاً ان معاودة توطين اللاجئين لن تبدأ في غياب حصر نهائي للقوائم، وكذلك الحال بالنسبة الى خفض عددد القوات واحترام مدونة السلوك، الى جانب ان الاشارات الصادرة حتى الآن تفيد ان السير البطيء في عمليات تحديد الهوية تحفه مخاطر عدة، أقربها ان الفترة المخصصة لانهاء العمليات في أيار مايو المقبل قد تمر من دون الحصر النهائي للهيئة الناخبة.