جددت مصر انتقادها سياسة الكيل بمكيالين التي تعتمدها الولاياتالمتحدة، وأكد المستشار السياسي للرئيس المصري الدكتور أسامة الباز أن القاهرة تلقت معلومات إيجابية من جهات لم يحددها، أشارت إلى توافر المناخ الملائم في العراق للتوصل إلى اتفاق مع الأممالمتحدة يجنب الشعب العراقي ضربة عسكرية جديدة. وقال الباز أن "الشعوب العربية مقتنعة بأن الشعب العراقي عانى كفاية وأن أي عمل عسكري سيزيد معاناته". وتابع أن "العالم العربي يضج بالشكوى من سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة، والوضع في المنطقة سيزداد تعقيداً إذا اندلعت حرب جديدة في الخليج، خصوصاً أن عملية السلام وصلت إلى طريق مسدود". وتوقع أن تعم العالم العربي تظاهرات في حال وجهت ضربة عسكرية للعراق. وقال: "طالبنا العراقيين بضرورة التعاون الكامل مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، لتجنب المواجهة العسكرية". ولفت إلى أن الرئيس حسني مبارك طلب من الإدارة الأميركية وأعضاء مجلس الأمن بوصفه رئيساً للقمة العربية إعطاء الفرصة الكاملة للحل الديبلوماسي، مشيراً إلى أن "مصر لا ترى سبباً ملحاً لاستخدام القوة لأن العراق لا يستطيع إنتاج أسلحة دمار شامل خلال أسابيع قليلة". وكان مبارك تلقى مساء أول من أمس اتصالاً هاتفياً من أنان قبيل مغادرة الأمين العام باريس إلى بغداد. إلى ذلك فضّت الشرطة المصرية تجمعاً للناصريين أمام مقر حزبهم في قلب القاهرة مساء أول من أمس. وكانوا يريدون التظاهر تضامناً مع الشعب العراقي ضد التهديدات الأميركية. وأحرق الناصريون علمي الولاياتالمتحدة وإسرائيل وهم يهتفون تأييداً للشعبين العراقي والفلسطيني، وينددون بالسياسات الأميركية "المعادية للعرب". وأرغمتهم قوات الشرطة على العودة إلى مقر الحزب. وكان الحزب الناصري دعا إلى مؤتمر جماهيري للتضامن مع الشعب العراقي، شارك فيه ممثلو أحزاب التجمع والعمل والأحرار والشيوعيين و"الوسط" قيد التأسيس، وغاب عنه ممثل جماعة "الإخوان المسلمين". وأعلن المشاركون تشكيل "جبهة شعبية لمساندة شعب العراق" وفتح باب التطوع للدفاع عنه.