يعقد زعماء الأحزاب والقوى السياسية المصرية اليوم مؤتمراً شعبياً في الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة، تضامناً مع الشعب العراقي وسط التهديدات الأميركية بضرب العراق. وعلم ان اتصالات جرت مع الحزب الوطني الحاكم في مصر اسفرت عن موافقته على المشاركة في المؤتمر الذي سيحضره رؤساء أحزاب "الوفد" و "الناصري" و "العمل" و "التجمع" وجماعة "الاخوان المسلمين" والحزب الشيوعي، ومن المتوقع ان يحضر ايضاً شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ووزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق. وأصدر رؤساء احزاب وقوى المعارضة السياسية المصرية بياناً دانوا فيه "التهديد الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية للعراق". وشدد البيان على أن "الحل الصحيح للأزمة يتركز في وضع حد للحصار المفروض على الشعب العراقي منذ اكثر من 7 سنوات وذلك خلال ستة شهور كحد اقصى". وستنظم نقابة الصحافيين المصريين اعتصاماً في مقرها للتضامن مع الشعب العراقي، وتقديم مذكرة احتجاج الى سفارة الولاياتالمتحدة في القاهرة . وقدم وفد من منظمات حقوق الإنسان مذكرة مماثلة الى سفارات المانيا وبريطانيا وكندا ومفوضية الاتحاد الاوروبي، تطالب باعتماد الوسائل الديبلوماسية لحل الأزمة. وكان مجلس الشعب البرلمان المصري شهد انتقادات عديدة من نواب في الحزب الوطني واحزاب المعارضة، للتهديدات الأميركية، وقدم 22 نائباً مذكرة تطالب بمناقشة عاجلة للأزمة. من جهة اخرى حملت جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر بشدة، أمس، على الولاياتالمتحدة وهاجمت السياسة الأميركية "التي تعتمد على القهر والإرهاب"، واصدرت الجماعة بياناً أمس اعتبرت فيه أن العدوان الأميركي على الشعب العراقي "على مستوى الإذلال والحصار وحشد الجيوش والاساطيل والتعهد بالضربات العسكرية التدميرية يمثل رسالة أميركية موجهة الى العالم العربي والإسلامي، مفادها أن ما يجري إزاء الشعب العراقي من عدوان سيتكرر إزاء كل الشعوب العربية والإسلامية". أضاف البيان "إن من أخطر ما يواجهه العالم العربي والإسلامي اليوم هو هذا العدوان المبيت، الذي تدبر وتخطط الولاياتالمتحدة وبريطانيا لشنه على الشعب العراقي المسلم وعلى الشعوب العربية والإسلامية كلها، خصوصاً وقد وضح ما وراء هذا العدوان من أهداف وغايات خطيرة تهدد حاضر شعوب المنطقة ومستقبلها، وفي مقدمها حماية الكيان الصهيوني الغاصب ودعمه في آخر مراحل تصفيته للقضية الفلسطينية". وحذر بيان الإخوان من أن "تقسيم العراق كما تخطط له واشنطن اليوم سيعقبه تقسيم غير العراق في الغد". واضاف أن "واشنطن اعتمدت سياسة القهر والإرهاب بكل أشكال اسلحتها التدميرية إزاء الشعوب العربية والإسلامية لتحقيق المصالح الأميركية ودعم العدوان الصهيوني كرأس حربة موجهة لصدور كل العرب والمسلمين من دون أدنى تفكير في إقامة أي نمط من أنماط العلاقات الطيبة مع شعوب المنطقة ومن دون أي اعتبار لغضبتها ورفضها الخضوع وتصميمها على الذود عن كرامتها وعزتها واستقلالها وأمنها". وأكد البيان تأييد "الإخوان المسلمين" موقف "الحكومات العربية والإسلامية التي أعلنت رفضها العدوان الأميركي على شعب العراق" وأهاب بملوك ورؤساء العرب والمسلمين "أن يلتقوا في قمة عربية وإسلامية عاجلة تنبذ وتنحي الخلافات وتوحد الكلمة والصف وتحشد الامكانات والطاقات وتفسح المجال أمام الشعوب كي تشارك في اتخاذ القرار وتتحرك وتعطي وتضحي وتنهض بدورها وهي ترفع رايات الجهاد لصد ومواجهة كل أشكال العدوان"، وحذر مجدداً من "خرائط اميركية مشبوهة لإعادة ترتيب وتنظيم المنطقة على الطريقة الإسرائيلية والاميركية".