وصل مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين الى القاهرة مساء امس يرافقه نجله عبدالحميد ومرافقه الخاص عبدالحكم علي. وكانت السلطات المصرية اعدت ترتيبات خاصة لضمان صحة الشيخ ياسين وأمنه، اذ كان في انتظاره عقب وصوله سيارة اسعاف خاصة نقلته من معبر مدينة رفح المصرية الى مستشفى الجلاء في ضاحية مصر الجديدة، وهو المستشفى الذي يتم فيه علاج كبار المسؤولين ، ويُجري الرئيس ياسر عرفات فيه فحوصه الطبية. وعلمت "الحياة" أن ياسين سيغادر القاهرة بعد أيام متوجها الى المملكة العربية السعودية حيث سيستكمل علاجه ويؤدي فريضة الحج. وتوقعت مصادر مصرية مطلعة أن يلتقي الشيخ مسؤولين مصريين على مستوى رفيع خلال فترة اقامته في القاهرة. وفي هذا الاطار، اعتبر الناطق الاعلامي ل "حماس" الدكتور محمود الزهار أن لقاء الشيخ ياسين بمسؤولين مصريين "سيكون نقلة في السياسة المصرية تجاه حماس وخطوة ايجابية"، وتوقع أن تكون العاصمة المصرية "محطة للقاء سيتم بين ياسين وقياديي حماس في الخارج". ورغم تأكيد المسؤولين المصريين أن زيارة الزعيم الروحي لحركة "حماس" هي للعلاج فقط، الا ان الزيارة اخذت طابعاً شبه رسمي اذ اتخذت السلطات المصرية اجراءات لتسهيل مرور الشيخ من منفذ رفح البري، على غرار الاجراءات المتبعة مع كبار المسؤولين. وكان السفير المصري في غزة محمود كريم رتب لهذه الزيارة بعدما زادت شكوى الشيخ ياسين 61 عاماً من ضعف سمعه بسبب الفترة التي قضاها في السجون الاسرائيلية والتي بلغت نحو ثمانية أعوام ونصف عام. يذكر انه اتفق على موعد الزيارة منذ اسبوع، لكنها أرجئت بعد اعتراض السلطات الاسرائيلية على مرافقة اربعة من قياديي "حماس" له، في رحلته العلاجية الى القاهرة والسعودية، ومن بينهم الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والزهار. وتعد زيارة الشيخ ياسين الى مصر الاولى منذ أن غادرها عام 1965 بعد أن اتمم دراسته في كلية التربية في جامعة عين شمس. وفور وصول مؤسس "حماس" الى المستشفى زاره أمين سر المجلس الوطني الفلسطيني، مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية السفير محمد صبيح، الذي صرح بانه يزور الشيخ بوصفه رمزاً للتصدي والنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي. ونفى صبيح في تصريح ل "الحياة" أن تكون زيارة الشيخ ياسين لمصر مرتبطة بعقد حوار بين السلطة الفلسطينية و"حماس" بل للعلاج، مشيراً الى ان الحوار الفلسطيني - الفلسطيني يتم في داخل مناطق السلطة الوطنية، والظروف الحالية غير مواتية لعقد هذا الحوار في الخارج.