توقع الموفد الأميركي إلى المنطقة ديفيد نيوتن فشل مهمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان في بغداد. وقال نيوتن الذي زار أبو ظبي أمس: "نأمل بنجاح زيارة أنان لبغداد اليوم لكن معرفتي بصدام حسين تجعلني أتوقع فشل هذه المهمة، لأن صدام يعرف كيف يحكم العراق بقوة، ولا يعرف كيف يتعامل مع العالم الخارجي". وأوضح نيوتن أن جولته التي شملت حتى الآن الامارات والسعودية ومصر تهدف إلى شرح الموقف الأميركي من الأزمة مع العراق للرأي العام في المنطقة. ورفض الموفد الأميركي في تصريحات إلى "الحياة" الرأي القائل أن جولته تستهدف تحضير الرأي العام العربي لتوجيه ضربة عسكرية للعراق. ورأى أن المشكلة تنحصر الآن في عدم تطبيق بغداد القرارات الدولية خصوصاً القرار 687. وأضاف: "نفضل حلاً سلمياً للأزمة، ولكن يجب أن يكون نهائياً، ونعتقد أن التلويح ب الخيار العسكري ضروري لاقناع صدام بالقبول بحل سلمي". وزاد أن واشنطن لا تريد الحل العسكري لكنها "مستعدة له في شكل كامل"، وكرر أن الضربة في حال حصولها ستكون "واسعة لا تمكن صدام من تكرار الأزمة كل ستة شهور". وتابع نيوتن الذي كان سفيراً للولايات المتحدة في بغداد بين عامي 1984 و 1988، أن المسؤولين العراقيين كانوا يريدون علاقات جيدة مع أميركا "لكن الأمر مختلف الآن ولا نثق بصدام ولن نتعامل معه على الاطلاق، ولو نجح الحل السلمي". وكرر أن إطاحة صدام ليست ضمن الأهداف الأميركية التي تركز على "شل أسلحة الدمار الشامل وإنهاء التهديد الذي يشكله صدام لدول المنطقة". واستدرك: "أمر جيد رحيل صدام حسين، لكن السؤال كيف"؟ وذكر أن واشنطن تمتلك أسلحة طورت خلال السنوات التي تلت الغزو العراقي للكويت، لكنه نفى بشدة أن تكون بين أهداف الضربة المحتملة "تجربة هذه الأسلحة". وتابع نيوتن: "لا نريد تقسيم العراق، وكان هذا الخطر وارداً عام 1991. نحن نؤيد وحدة هذا البلد ولكن كيف يمكن أن يعود الأكراد تحت سيطرة صدام؟ ما دام صدام في الحكم هناك تقسيم غير رسمي لكنه واقعي". ورداً على سؤال ل "الحياة" عن تقويمه التظاهرات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية والأردن ضد توجيه ضربة للعراق قال نيوتن أن هذه التظاهرات "كانت ضد القوة، ونحن ضد القوة، ولكن إذا أردنا حلاً سلمياً فذلك غير ممكن من دون التلويح بالقوة، واستخدامها إذا لزم الأمر. من دون القوة لا يمكن الحصول على شيء من صدام". واعتبر أن "إفلات صدام من تطبيق قرارات مجلس الأمن وتدمير أسلحته سيشجع إيران على تطوير أسلحتها غير التقليدية". ورداً على سؤال عن أسلحة الدمار الشامل في اسرائيل قال الموفد الأميركي أن الدولة العبرية "تمتلك أسلحة نووية لكنني أعتقد أنها لا تمتلك أسلحة جرثومية". وزاد أن "العراق دولة خارجة على القانون الدولي إذ أن صدام استخدم الأسلحة الكيماوية ضد إيران والأكراد في شمال العراق وهو مستعد لاستعمالها في المستقبل، ولديه أسلحة جرثومية".