دمشق - رويترز - قال وزير الصناعة السوري احمد نظام الدين ان الحكومة قررت للمرة الاولى دعوة القطاع الخاص للاستثمار في صناعة الاسمدة الكيماوية التي كانت مقصورة في السابق على القطاع العام. واشار الوزير في حديث لوكالة "رويترز" انه تم اصدار طلب عروض اسعار عالمي لانشاء مصنع لانتاج الامونيا يوريا بطاقة سنوية تبلغ نحو 570 ألف طن سنويا وبمعدل 1000 طن متري من الامونيا يومياً و1750 طناً مترياً يوريا يومياً. واوضح ان الاعلان سمح للقطاع الخاص المحلي والعربي والاجنبي بالتقدم لانشاء واستثمار المشروع بصورة كلية على اساس قانون الاستثمار رقم 10 او تأسيس شركة مشتركة مع الحكومة او ان يتم تنفيذ المشروع من قبل الحكومة. ونوه الوزير بأهمية هذه الخطوة "التي تأتي في سياق تشجيع الحكومة للقطاع الخاص وتمكينه من الدخول في صناعة استراتيجية مهمة والعمل على المساهمة في المشاريع التنموية في القطر". وأشار الى أنه تم تحديد يوم 15 حزيران يونيو المقبل موعداً اخيراً لاستلام العروض. واعلن نظام الدين ان الحكومة تقوم حالىاً بدراسة عروض مقدمة من شركات اميركية وصينية وهندية شاركت في مناقصة سابقة لاقامة مصنع آخر لسماد التريبل فوسفات سينتج نحو 500 ألف طن سنوياً وان تحديد الشركة الفائزة سيتم قريباً. وقال ان "الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي" سيساهم في تمويل المشروع الذي لم يكشف كلفته الاجمالىة نظراً الى عدم اكتمال الدراسات الفنية الخاصة به. وأكد الوزير أهمية المشروعين في خفض استيراد السماد الكيماوي من الخارج والذي يكلف بين 100 و120 مليون دولار سنوياً، حيث سيتم انفاق هذا المبلغ على بناء المصانع الجديدة. واشار الى انه بالاضافة الى تلبية الحاجات المحلية المتزايدة للسماد سيتم استخدام المواد الاولية اللازمة لهذه الصناعة من الفوسفات والغاز الطبيعي والمتوافرة بكميات كبيرة في سورية. ويذكر ان سورية تنتج حالىاً حوالى 5،2 مليون طن من الفوسفات يذهب جزء منها لتغذية مصانع الاسمدة القائمة ويصدر الباقي الى الاسواق العالمية. كما انها تنتج ما يزيد على عشرة ملايين متر مكعب من الغاز يومياً تستخدم محلياً كغاز منزلي ولتغذية بعض محطات توليد الطاقة الكهربائية. واشار الوزير السوري الى انه يوجد حالىاً في سورية ثلاثة مصانع لانتاج الاسمدة هي مصنع لانتاج تريبل فوسفات ينتج 250 الف طن سنوياً ومصنع نترات الامونيوم الجيرية كونتيرو ينتج حوالى 100 الف طن سنوياً ومصنع لانتاج امونيا يوريا بطاقة انتاجية تبلغ 100 الف طن سنوياً لكل مصنع. وقال ان النهضة الزراعية التي تشهدها البلاد من حيث التوسع في زراعة الحبوب بأنواعها وخصوصاً القمح والشعير التي زاد انتاجها على خمسة ملايين طن سنوياً والقطن الذي قفز انتاجه للمرة الاولى فوق المليون طن العام الماضي زاد الطلب على الاسمدة الكيماوية. واشار الوزير الى ان المعهد الاستشاري الىاباني اجرى دراسة مفصلة عن الجدوى الاقتصادية لمصنع الامونيا يوريا اثبتت ان المشروع سيكون رابحا وسيساهم في تقليص الاستيراد وتوفير العملات الصعبة. واوضح انه تم تحديد المنطقة الشرقية من البلاد على مسافة نحو 550 كيلومتراً شمال شرق دمشق كمكان لإقامة المصنع نظراً لقربها من مصادر المياه اللازمة والغاز المطلوب للصناعة وكذلك من مراكز الزراعات التي تحتاج الاسمدة في محافظات حلب والرقة ودير الزور والحسكة التي تنتج نحو 65 في المئة من انتاج الحبوب والقطن في سورية. وسيقام المشروع على مساحة 360 الف متر مربع على مسافة كيلومترين عن نهر الفرات وقرب الطريق الدولي وسيستخدم المشروع نحو 909 آلاف متر مكعب من الغاز يومياً ونحو 490 طناً من الماء. ويتوقع الانتهاء من بناء المصنع بين ثلاث واربع سنوات اعتباراً من بدء البناء وسينتج في السنة الاولى 80 في المئة من الطاقة القصوى والثانية 90 في المئة وفي الثالثة يصل الانتاج الى الطاقة القصوى بكاملها.