أنقره - أ ف ب - يقوم الرئيس التركي سليمان ديميريل بزيارة رسمية الى فرنسا تستمر يومين هدفها تعزيز العلاقات الثنائية التي توصف بأنها "ممتازة" وكذلك الى التعبير عن أسف تركيا بعد استبعادها من خطط توسيع الاتحاد الاوروبي. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قريب من وزارة الخارجية التركية ان ديميريل الذي بدأ زيارته أمس الأربعاء "سيستغلها ليعرب لنظيره الفرنسي جاك شيراك عن المرارة التي تشعر بها تركيا نتيجة استبعادها من خطط توسيع مجموعة الخمس عشرة ... وبالتأكيد فإنه سيقوم بذلك وفقاً لقواعد البروتوكول". وأضاف المصدر نفسه ان "فرنسا قد تكون البلد الوحيد الذي اعرب صراحة عن اسفه لاستبعاد تركيا، ونحن نأخذ ذلك في الاعتبار ... ان الهدف الرئيسي للزيارة هو ان ندفع قدماً العلاقات الجيدة جداً بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي". ولم يشمل الاتحاد الاوروبي، الذي ترتبط معه انقره منذ 1963 باتفاق شراكة ينص على انضمامها اليه على المدى البعيد، هذا البلد في خطط توسيع صفوفه خلال قمته الاخيرة في كانون الاول ديسمبر في لوكسمبورغ. وأثار ذلك خيبة أمل عميقة لدى تركيا قادتها الى قطع حوارها السياسي مع الاتحاد الاوروبي، غير انها استثنت فرنسا نسبياً من انتقاداتها. وقال ديميريل أول من امس ان "فرنسا صديق قديم. وهي اول بلد اعترف بالجمهورية التركية" في 1921. وأضاف: "انها احدى الدول التي تفهمت في شكل افضل اهمية تركيا بالنسبة الى السلام والى اوروبا، وبالنسبة الى العالم اجمع". وذكر مصدر ديبلوماسي في انقرة ان ديميريل سيتطرق مع المسؤولين الفرنسيين الى جميع المواضيع الدولية الراهنة، وفي مقدمها الازمة العراقية، حيث سيعرب عن قلق انقره ازاء احتمال استخدام القوة ضد بغداد. كذلك سيتطرق الى قضية قبرص وعملية السلام في الشرق الاوسط والوضع في القوقاز. ويفترض ان يوقع البلدان في اطار الزيارة وثيقة "تركيا - فرنسا - 2000" التي تشكل آلية اضافية للتعاون الثنائي، والتي تقرر اعتمادها خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الى انقره في مطلع العام الحالي. وسيحل ديميريل الذي يرافقه ثلاثة وزراء وعدد من رجال الاعمال ضيفاً على عشاء يقيمه شيراك في قصر الاليزيه، وعلى غداء مع رئيس الوزراء ليونيل جوسبان في وزارة الخارجية، كما سيلتقي العديد من الوزراء بينهم وزير الاقتصاد دومينيك ستروس - كان ووزير الاصلاح الاداري اميل زوكاريلي. ويزور ايضا بلدية باريس ويلتقي رابطة ارباب العمل ويلقي كلمة امام المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية قبل ان يختتم زيارته اليوم الخميس. وهذه خامس زيارة رسمية على اعلى مستوى بين تركياوفرنسا اللتين تعود علاقات الصداقة بينهما الى زمن فرنسوا الاول وسليمان القانوني. وكانت الزيارة الاولى الى باريس في 1867 وقام بها السلطان عبدالعزيز اما الثانية فبعد قرن وقام بها الرئيس التركي جودت سوناي. وقام الرئيس شارل ديغول بزيارة رسمية الى تركيا في 1968 وفرنسوا ميتران في 1992.