تلقى الرئيس حسني مبارك "رسالة إيجابية" من الرئيس العراقي صدام حسين أول من أمس، أكدت تفهم القيادة العراقية أبعاد الأزمة الحالية بين بغداد والأمم المتحدة. وقال مبارك أن الرئيس الأميركي بيل كلينتون أبلغه في اتصال هاتفي ليل الثلثاء أنه يأمل بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة من دون استخدام القوة. والتقى مبارك أمس نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية السيد فاروق الشرع بحضور رئيس الحكومة المصرية الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية عمرو موسى والمستشار السياسي الدكتور أسامة الباز، وتلقى رسالة من الرئيس حافظ الأسد. وتناولت محادثات الرئيس المصري والوفد السوري مستجدات الأزمة العراقية في ضوء الاتصالات والجهود المبذولة لتجنيب العراق ضربة عسكرية، وتخلل المحادثات اتصال هاتفي أجراه مبارك بالرئيس الأسد أبلغه خلاله نتائج الاتصال مع كلينتون. وبدا مبارك متفائلاً بإمكان التوصل إلى حل سلمي للأزمة وتعهد بذل أقصى الجهود لتجنيب الشعب العراقي ضربة عسكرية. وقال: "اتفقت والرئيس الأسد على إرسال رسائل أخرى للرئيس العراقي وأملي أن يعمل الرئيس صدام حسين جاهداً لإنجاح زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان لبغداد باعتبارها آخر فرصة". وتابع: "يحدوني الأمل الكبير بحل الأزمة سلماً لأن ذلك سيؤدي إلى إنقاذ العراق والمنطقة من مشاكل لا أول لها ولا آخر". وعن رسالة الرئيس العراقي قال: "أعتقد أن الاخوة في العراق متفهمون الوضع وهناك جهود كثيرة تبذل من جانب روسيا وفرنسا والأمم المتحدة والجامعة العربية ونحن وسورية، ولديّ أمل كبير بأن ينتهي الموضوع سلماً". وعن مدى استجابة الرئيس الأميركي الأفكار التي قدمها صدام قال الرئيس المصري: "لا أتحدث عن هذا الموضوع لأنني لا أدخل في التفاصيل، ولكن خلال الاتصال الهاتفي بيني وبين الرئيس كلينتون أعرب الرئيس الأميركي عن أمله بأن تسفر الجهود عن حل لتنفيذ قرارات مجلس الأمن، ينهي هذا الموقف سلماً من دون استخدام القوة" ضد العراق. وتمنى مبارك أن تساعد رسالة الرئيس العراقي الأمين العام للأمم المتحدة في النجاح في زيارته العراق. ودعت سورية من جهتها إلى "تحكيم العقل" لتجنيب منطقة الشرق الأوسط "انفجاراً" في حال تعرض العراق لضربة عسكرية، منبهة إلى أن الشروط التي تضعها الإدارة الأميركية "تتناقض مع التوجه" إلى حل المشكلة سياسياً و"تعرقل" مساعي الأمين العام للأمم المتحدة لتسوية الأزمة العراقية. وكتبت صحيفة "تشرين" الرسمية أمس: "إننا نصر على تحكيم لغة العقل والمنطق والعدل في إيجاد حل للأزمة وتجنيب العراق ضربة عسكرية أميركية، لأن استخدام القوة ليس في مصلحة أحد سوى إسرائيل". وزادت أن محادثات نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع مع المسؤولين المصريين جاءت "في إطار المساعي السورية من أجل تأكيد أهمية الحل السياسي والحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً، ورفع المعاناة عن الشعب العراقي".