ربط وزير الخارجية اللبناني فارس بويز ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي امس بين تطورات الازمة العراقية - الاميركية وعملية السلام في الشرق الاوسط. أجرى بويز وقدومي محادثات امس في وزارة الخارجية، شارك فيها شفيق الحوت ومروان الدجاني وعدنان سعد الدين عن الجانب الفلسطيني، والامين العام للخارجية ظافر الحسن ومدير الشؤون السياسية السفير سمير الخوري ومدير مكتب بويز السفير ملحم مستو ومستشاره الياس حداد عن الجانب اللبناني. وقال بويز، في مؤتمر صحافي على الاثر :"أطلعنا من الوزير قدومي على التعثر والسلبية القائمة على مستوى الملف الفلسطيني، خصوصاً تراجع الحكومة الاسرائيلية تراجعاً مطلقاً عما كانت تعهدته، وعن مفهوم الانسحابات في المناطق الفلسطينية ومفهوم الحقوق الفلسطينية. وهذه السلبية الواضحة والمتعمدة تنذر بالارتباط بين ما يحصل الآن في العراق، كأنه يهدف الى تغييرالمعادلة في المنطقة، وما يحصل في فلسطين وعلى مستوى المسارات الاخرى، كأنه يهدف حقاً الى التراجع عما كان تحقق، واعادة النظر في التزام الماضي". وتابع: "أطلعنا في دقة على تفاصيل الرسائل والمحادثات الاخيرة المباشرة وغير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وعرضنا الوضع في العراق لما له من ارتباط اساسي وجذري في عملية السلام ومعادلات هذه المنطقة". وكرر الموقف اللبناني المعارض توجيه ضربة الى العراق، وعدم امتثال اسرائيل للقرارات الدولية. وحض الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان على الذهاب الى العراق "لاسقاط الذرائع المطروحة لتبرير العملية العسكرية". ورأى "ان ثمة استباقاً لمهمة أنان لحصرها بدور ساعي البريد وللحصول على التزام عراقي لتنفيذ قرارات مجلس الامن وفق مفاهيم معينة. وان هذا الكلام يلغي إمكان نجاح مهمته ويلغي اي هامش لمنع الصدام العسكري". وكرر "ان السبب الاول لما يسمى الازمة العراقية ايجاد معادلة جديدة مختلفة عن المعادلة السابقة لفرض سلام آخر في الشرق الاوسط". وفي ما يتعلق باستعمال قواعد عسكرية، آمل "الا نرى مشاركة عربية من خلال السماح باستعمال القواعد في أرض عربية لضرب شعب العراق العربي". قدومي اما قدومي فاعلن ان المسار الفلسطيني - الاسرائىلي "وصل الى طريق مسدودة. وكان الامل في بذل راعي مؤتمر السلام الولاياتالمتحدة جهداً في هذا السبيل، لكنه عاجز عن بذله لانعاش المسار السلمي". وأيد بويز في قوله "ان الاممالمتحدة مسؤولة عن الازمة التي افتعلتها الولاياتالمتحدة، ويجب ان تبقى في اطار الاممالمتحدة ما دام الجميع يطالب بضرورة تنفيذ قرارات مجلس الامن". ودعا الامين العام للامم المتحدة الى الاستمرار في مهمته "لانقاذ المنطقة من خطر محدق بها، لان افتعال المشكلة هدفه تغطية الفشل الذي اصاب المسيرة السلمية والحصار الذي فرضه اللوبي الصهيوني على الرئيس الاميركي بيل كلينتون، أحبط حركته". ووصف عملية "رعد الصحراء" بأنها "عجرفة القوة". وقال: "ان هدفها تدمير العملية السلمية بكاملها وزجّ المنطقة في أتون حرب جديدة لا في مشروع جديد للسلام". وأبدى استعداداً لزيارة بغداد، موضحاً انه التقى وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف في دمشق، وان الرئيس ياسر عرفات بعث بموفد شخصي الى العاصمة العراقية لمقابلة الرئيس صدام حسين. وعن مخاوف من تقسيم المنطقة، قال قدومي: "كل شيء جائز وياللاسف الشديد والاحتمالات واردة. ولكن لا بد من التضامن العربي ولو كان بسيطاً. ونحن نقول بضرورة التشاور الثنائي والثلاثي والرباعي حتى نصل في النهاية الى مؤتمر القمة".