قال مصدر فرنسي مطّلع ل "الحياة" ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أكدّ للرئيس الفرنسي جاك شيراك السبت الماضي على هامش القمة الافريقية -الفرنسية، ما أدلى به أمس في حديثه الى اذاعة "اوروبا 1" من ان واشنطن ولندن ستتحركان بسرعة كبيرة جداً لتوجيه ضربة عسكرية للعراق اذا نشأت أزمة جديدة بين الرئيس صدام حسين والمجتمع الدولي. وذكر المصدر ان شيراك شاركه الرأي، وأن فرنسا تعتبر ان على العراق ان يتجنّب الخطأ الذي ارتكبه في الازمة الاخيرة عندما توقف عن التعاون مع لجنة نزع السلاح اونسكوم. وتؤكد المصادر الفرنسية ان الانطباع السائد لدى المسؤولين الفرنسيين انه اذا وقع صدام في الخطأ نفسه فإن الادارة الاميركية ستوجه الى العراق ضربة عسكرية من دون طلب رأي احد. وصرّح أنان امس الى اذاعة "اوروبا 1" بأنه في حال نشوب أزمة جديدة مع العراق فإن "واشنطن ولندن ستتحركان بسرعة ولن تضيعا الوقت في الاتصالات الديبلوماسية... انهما تعتقدان ان بإمكانهما التحرك تحت مظلة قرارات الاممالمتحدة دون حاجة الى استصدار مزيد من القرارات". وأعرب عن أمله بأن تستمر بغداد في تعاونها مع فرق التفتيش وبأن ترفع العقوبات عن العراق في نهاية المطاف. وسئل أنان هل يثق بالرئيس العراقي، فأجاب: "المسألة ليست مسألة ثقة بل محاولة اقناعه بالوفاء بالتزاماته ازاء الاممالمتحدة، وبأن يحاول مساعدة شعبه". الى ذلك سئل وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عن موقف الحكومة المصرية من المعارضة العراقية وهل تؤيد اطاحة الرئيس صدام حسين فأجاب: "لا. لا. نحن لا نتدخل في هذا". واستشهد بتصريحات للرئيس حسني مبارك. وقال موسى ان "الموضوع العراقي داخلي ومن اختصاص شعب العراق، وليس لدينا تواصل مع المعارضة". وتابع الوزير الذي يزور واشنطن للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة للمساعدات الفلسطينيين ولاجراء محادثات مع وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت، انه سيبحث مع المسؤولين الأميركيين في مجمل العلاقات المصرية - الأميركية وقضايا المنطقة ومنها العراق. وأكد ان "سلامة شعب العراق تهم مصر كثيراً"، معرباً عن الأمل بأن يتحرك العراق نحو تنفيذ قرارات مجلس الأمن وبالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان واللجنة الخاصة كي يتم التحرك نحو رفع العقوبات. وحض موسى على متابعة الأمور "بحذر شديد" خصوصاً ان الوضع لا يزال متأزماً وغير مطمئن "ونرجو ان يعود التعاون بين العراق وانسكوم اللجنة الخاصة حتى يتم تفادي التداعيات التي يمكن أن تؤثر سلباً على شعب العراق". وأشار الى أن محادثاته في واشنطن هي مقدمة لانعقاد الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين القاهرةوواشنطن، وذلك في العاصمة المصرية في الاسبوع الثاني من الشهر الجاري.