تسلّم الرئيس اللبناني الياس الهراوي امس رسالتين من نظيره العراقي صدام حسين، ومن أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، تتعلقان بتطورات الأوضاع في المنطقة في ضوء الأزمة العراقية - الأميركية، نقلهما على التوالي وزير الخارجية العراقية السيد محمد سعيد الصحاف ووزير التخطيط الكويتي السيد علي فهد الزميع. وأجرى الصحاف امس في بيروت محادثات مع الهراوي ورئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ونظيره اللبناني فارس بويز، في حين التقى الزميع الرؤساء الثلاثة. واعتبر الصحاف، في تصريحات بعد لقاءاته الرسمية، ان الأسس التي ستقوم عليها زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان والمتوقعة غداً لبغداد "هي الأسس نفسها التي توافرت في المبادرة الروسية وفي الكثير من الأفكار الفرنسية التي تركز على ايجاد صيغة موضوعية تصدر عن مجلس الأمن وبإدارة الأمين العام للتحقق من الاتهامات التي وجّهت الى العراق بأنه يخفي مواد وأسلحة ممنوعة في المواقع الرئاسية". ووصف الاتهامات الاميركية للعراق بأنها "سخيفة ولا اساس لها"، والتخوف من تقسيم العراق بأنه "اوهام سخيفة"، مؤكداً ان "العراق غير قابل للتقسيم وسيصمد في وجه العدوان". وتحدث عن "مخطط اميركي - صهيوني ليس فقط ضد العراق، إنما ايضاً ضد ابناء الأمة العربية في كل مكان". وأعرب عن اعتقاده بأن "ما من دولة عربية ستسمح بانطلاق العدوان على شعب العراق منها". وأكد "حرص العراق على ان تنجح الحلول السياسية والديبلوماسية، وحرصه على حقوقه والتمسك باحترام سيادته واستقلاله". وقال انه نفّذ "كل المتطلبات التي نصّت عليها القرارات الدولية، والقول انه لم ينفذها لا يقوم على اساس". وقال "اننا نعمل لرفع الحصار عن العراق، ولنزع فتيل ازمة مفتعلة من الولاياتالمتحدة". اما وزير التخطيط الكويتي علي فهد الزميع فدعا الى "احترام قرارات مجلس الامن وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية"، مشدداً على "اللجوء الى الحلول الديبلوماسية في معالجة الخلاف ومحاولة تجنيب المنطقة اي صدام او صراع". وتحدث عن "تخوف من المستقبل المجهول والحلقة المفرغة اللذين يسعى النظام العراقي الى ايصال العالم العربي اليهما من خلال تعنّته ورفضه كل الاتصالات الديبلوماسية"، لكنه أعرب عن الأمل بأن "تستمر الحلول الديبلوماسية والاتصالات لإقناع النظام العراقي بالتراجع عن موقفه كي يجنّب الشعب العراقي البرئ والمنطقة اي كارثة". وتمنى الزميع ان "تنجح مهمة كوفي انان، وأن يكون هناك حل عربي في ظل قرارات مجلس الأمن، ولكن ويا للأسف فالحل العربي عام 1990 لم يجد لدى النظام العراقي آذاناً مصغية". واعتبر ان "اي ضربة عسكرية ستفيد اسرائىل وخصوم العالم العربي"، متهماً العراق بأنه "هو من احدث الازمة". وأشار الى ان "الكويت كانت الضحية الاولى للنظام العراقي لانها رفضت اللجوء إلاّ الى الحل العربي". ورفض "اي تقسيم للعراق وسيادته". وعن توقعاته لما يمكن ان يحدث في المنطقة، قال "لا يمكن التوقع في ظل اي معطيات، نحن مع الحل الديبلوماسي لكن العراق عوّدنا عدم الانصياع الى العقل والقرارات الدولية". وأعرب عن اعتقاده ان "السبيل الى الخروج من الأزمة الضغط الديبلوماسي على صدام حسين لتنفيذ القرارات الدولية واحترام الشرعية الدولية". الى ذلك، اعلن رئىس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق القدومي لدى وصوله الى بيروت عصر امس من القاهرة، معارضته "لضربة عسكرية اميركية للعراق"، مشيراً الى "ضرورة قيام تحرك عربي موحد ولو عبر اجراء المشاورات لأن مصير الأمة العربية مهدد وهو الآن في خطر".