"برتولد بريشت: الحب والثورة وقضايا خطيرة اخرى" عنوان الفيلم الذي عرض في المهرجان السينمائي الدولي البرليناله في برلين وحازت مخرجته يوتا بروكنر استحسان منظمي المهرجان والذين حضروا العرض. ويأتي الفيلم بعد أيام على المهرجان المركزي الذي عقد في برلين احتفاء بالذكرى المئوية لميلاد هذا الكاتب والشاعر والمخرج المسرحي الالماني الفذّ. وفي ساعة ونصف الساعة حاولت المخرجة الكشف عن نقطتين هامتين في حياة بريشت ونشاطاته الادبية والسياسية. وسخرت من الادعاءات التي ظهرت مع كتاب جون فوغس عن برتولدبريشت وفيه "يكشف" ان الاديب والشاعر الالماني كان يستغل علاقاته مع سكرتيراته الذكيات اللواتي وقعن في حبّه ويسرق منهن مواهبهن الادبية. واعتبرت ان هذه الادعاءات نكتة بائسة. وحاولت المخرجة اظهار ان بريشت كان يعيش "انفصاماً ممسرحاً لشخصيته وقناعاته". وانه كان يكتب خدمة للشيوعية، لكنه لم يكن في حياته عضواً في الحزب الشيوعي الالماني. وحاولت المخرجة رسم علاقته الشخصية بالمانيا الديموقراطية التي اختارها كوطن له بعد عودته من المنفى في الولاياتالمتحدة الاميركية وعلاقاته النسائية في حياته وفي المنفى. وترسم المخرجة شخصية لبريشت هي اشبه بشخصية "الطفل المدلل من والدته والجبان بعض الشيء"، اضافة الى اهتماماته الجنسية والفكرية، وتعتقد المخرجة ان بريشت كان فناناً برجوازياً حاول التأقلم مع رغبات الجماهير واهوائهم. ولتدعيم افكارها ونظرياتها في بريشت، خصوصاً تناقضه وانفصام شخصيته، تركت المخرجة بعض الفنانين والكتّاب الذين عرفوه يتحدثون عنه في الفيلم. من هؤلاء الممثل بيتر بوخولتس، والمخرجة الدانماركية استريد هينينغ - نيزن، والكاتب والمخرج الفنلندي يورن دونر والسياسي السويدي س. ه. هرمانسون، والمحلل النفساني الالماني كارل بيتسكر الذي ذكر في كتابه الاخير بعنوان "أنا أسيّر قلبي" انه يرى في ولادة بريشت مع قلب ناقص مفتاحاً لحل بعض الالغاز في حياته. وردت المخرجة بروكنر على الانتقادات التي وجهت الى الفيلم بقولها انها لم تصنع شريطها هذا بسبب الذكرى المئوىة لولادة بريشت. من جهة اخرى عرض المخرج اوتوكار رونتسه فيلماً قصيراً في المهرجان عنوانه "مئة عام على بريشت" تحية منه للمبدع حيث عرض مقتطفات من مسرحياته المشهورة امثال "بعل" و"اوبرا القروش الثلاثة" و"احاديث اللاجئين" و"خوف وبؤس الرايخ الثالث".