رفع العلم الأميركي في إيران أمس للمرة الأولى منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ليس كي يُحرق أو يُمزق بل لتكريم وفد رياضي أميركي ضيف على الجمهورية الإسلامية. ويضم الوفد مصارعين هواة لبوا دعوة رسمية من الاتحاد الإيراني للمصارعة للمشاركة في مسابقة إحياء لذكرى أحد مشاهير المعارضة الإيرانية "تختي" الذي توفي في ظروف غامضة عام 1965. وتنظم المسابقة سنوياً، وتتزامن مع احتفال الإيرانيين بالذكرى السنوية لانتصار الثورة. وفي قاعة "الحرية" المغلقة في مجمع "الحرية" الرياضي جنوبطهران، دشن مسؤولون بدء المسابقة أمس، وارتفع علم الولاياتالمتحدة الى جانب اعلام الدول المشاركة، في حضور 12 ألف شخص معظمهم شبان. ولم يجد نائب رئيس الاتحاد الإيراني للمصارعة محمد رضا طالقاني حرجاً في التشديد على أن "حضور الفريق الأميركي للمصارعة مُرحب به بشدة، ونحن رياضيون ولسنا سياسيين ومتابعة شؤون السياسة من وظائف الحكومة". وحظي الوفد الرياضي الأميركي باستقبال حافل في مطار مهراباد، وهو وصل فجراً على متن طائرة تابعة للخطوط الألمانية "لوفتهانزا". وأعلن رئيس الاتحاد الأميركي للمصارعة الذي يرأس الوفد انه دهش ب "حفاوة الاستقبال على رغم وصولنا في ساعة متقدمة من الليل" ورأى ان ذلك "يثبت كرم الضيافة الإيرانية التي نسمع عنها". وقال للصحافيين الذين كانوا في المطار لدى وصول الوفد ان "الايرانيين الذين رافقونا في الطائرة كانوا لطيفين جداً معنا وتملكنا شعور بالصداقة معهم". ويضم الوفد خمسة مصارعين وخمسة مسؤولين من الاتحاد الأميركي للمصارعة وعدداً من الصحافيين. ولم تلاحظ أي إجراءات أمنية استثنائية لدى وصوله الى المطار، وخرج اعضاؤه من الباب الرئيسي لقاعة الانتظار التي كانت مكتظة بإيرانيين ينتظرون مسافرين. وحرص بعضهم على القاء التحية للمصارعين الأميركيين، والحصول على تواقيعهم. وكان جون ماركس رئيس "هيئة البحث عن أرضية مشتركة" وهي منظمة أميركية غير حكومية مقرها واشنطن، أحد منسقي زيارة الوفد مع الاتحاد الإيراني للمصارعة والسفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأميركية في طهران. وقال ماركس: "الفريق هنا للمصارعة في شكل أساسي لكن اعضاءه مهتمون بفكرة انهم قد يساعدون في العلاقات الأميركية - الإيرانية"، علماً ان الرئيس الإيراني محمد خاتمي اعلن الشهر الماضي ترحيبه بتنمية العلاقات بين "الشعبين". وهو ما أشار اليه امس المصارع الايراني البارز عباس جديدي، مؤكداً انه يرحب باللعب مع رياضيين أميركيين "وكما قال الرئيس الإيراني ليست لدينا مشكلة مع الشعب الأميركي". لكن اوساطاً متشددة في ايران لم تخف امتعاضها من زيارة الوفد الاميركي، وتساءلت صحيفة "جمهوري اسلامي" : "ماذا لو فاز مصارع اميركي، ورفع العلم الاميركي وعزف النشيد الاميركي؟ ... هذه ستكون اهانة".