تنتقل المواجهة بين الولاياتالمتحدةوإيران من حلبات الصراع السياسي والعقوبات والتجارب الصاروخية إلى بساط المصارعة، وذلك عندما يلتقي منتخبا البلدين الجمعة في نهائي كأس العالم للمصارعة الحرة المقامة على أراضي الجمهورية الإسلامية. ويتحضّر 13 مصارعاً أميركياً لمواجهة نظرائهم الإيرانيين في مدينة كرمانشاه غرب البلاد في حدث رياضي حظي باهتمام كبير بعد توتر العلاقة بين البلدين مجدداً إثر وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولاياتالمتحدة. ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية في بادىء الأمر منح المصارعين الأميركيين تأشيرات دخول إلى أراضيها انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل إزاء المرسوم المثير للجدل الذي أصدرته الإدارة الإميركية الجديدة والذي يحظر دخول رعايا سبع دول ذات غالبية مسلمة إلى الولاياتالمتحدة. إلا أنّ الوزارة نفسها عدّلت موقفها في ضوء قرار قضائي فدرالي بتعليق العمل بمرسوم الرئيس ترامب والذي منع لمدة ثلاثة أشهر دخول رعايا العراقوإيران وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن إلى الولاياتالمتحدة. كما حظر المرسوم دخول كل اللاجئين أيّا كانت أصولهم لمدة 120 يوماً، واللاجئين السوريين لأجل غير مسمى. لكنّ قاضياً فدرالياً أميركياً أصدر حكماً علّق بموجبه العمل بالمرسوم. وردت إدارة الرئيس الأميركي باستئناف الحكم الذي وجّه إليه ترامب انتقادات لاذعة، غير أنّ محكمة استئناف فدرالية رفضت طلب معاودة العمل فوراً بقرار الحظر. وفتح قرار القاضي الفدرالي الباب أمام المصارعين الأميركيين للسفر إلى إيران حيث حظيوا بترحيب حار بحسب ما أكّد في حسابه على إنستاغرام جوردن بوروز، بطل العالم مرتين وصاحب ذهبية أولمبية، قائلاً بعد وصول المنتخب إلى إيران "أنا ممتن جداً للترحيب الحار الذي حظينا به، وممتن بشكل أكبر لأنّ هذه الرحلة (إلى إيران) أصبحت ممكنة". وأضاف: "نحن سعداء جداً لوجودنا هنا في إيران ونحن جاهزون للمنافسة!"، وذلك في تعليق مرفق بصورة تظهره محاطاً بمشجعين إيرانيين يلتقطون الصور بهواتفهم في المطار. وبعد ثلاثة أيام من المباريات في مدينة كرمانشاه ذات الغالبية الكردية، سيلتقي الإيرانيون مع نظرائهم الأميركيين اعتباراً من الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي (13,30 بتوقيت غرينتش) وذلك ضمن ثماني أوزان مختلفة. ويسعى الإيرانيون إلى تكرار سيناريو العام الماضي حين توّجوا باللقب على الأراضي الأميركية بفوزهم على الفريق الروسي في النهائي، فيما يأمل الأميركيون استرداد اعتبارهم من خلال الفوز على الأراضي الإيرانية. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنّ الجماهير احتشدت خارج الملعب من أجل الحصول على تذاكر النهائي. وتعتبر المصارعة من الرياضات الشعبية جداً في إيران وكان الحضور الجماهيري كثيف في الأيام الثلاثة للبطولة. ولا يبدو أنّ تصاعد حدّة التوتر بين إيران والإدارة الأميركية الجديدة منذ تولي ترامب مسؤولياته، تؤثّر على الحضور الأميركي في إيران بحسب ما أكّد المصارع الآخر ريتشارد بيري الذي كتب في حسابه على إنستاغرام "الكثير من الحب والاحترام للولايات المتحدة والمصارعة هنا في كرمانشاه، إيران". وتابع "لا تصدقوا كل شيء يقال أو يكتب في وسائل الإعلام. المصارعة أسمى (من أي خلافات)!!". وعلى عكس المراحل الأخيرة من عهد سلفه باراك أوباما الذي شهدت ولايته الرئاسية الثانية إبرام اتفاق حول ملف إيران النووي بين طهران والدول الست الكبرى، بدأت حقبة ترامب بتركيز على مهاجمة إيران التي رفضت تحذيراً صادراً عن الإدارة الأميركية بعد تجربة صاروخية أجرتها، معتبرة أنّ التحذير "لا أساس له" و"استفزازي". وترفض طهران مزاعم واشنطن بأنّ التجربة الصاروخية تنتهك الاتفاق النووي الموقع بين الجمهورية الإسلامية والدول الست الكبرى. وقطعت العلاقات الديبلوماسية بين طهرانوواشنطن منذ 1980، بعد عام من انتصار الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني.